للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النار، فقال أبو ذرٍ: قَدَّمت اثنين؟ قال: واثنين. قال أُبَيُّ بن كعب سيد القراء: قَدَّمْتُ واحداً؟ قال وواحداً" رواه ابن ماجة.

ما جاء في جزاء من مات له ولد فحمد الله واسترجع

٢١ - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ولدٌ لِعَبْدٍ قال الله عز وجل لملائكته (١): قبضتم (٢) وَلَدَ عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرةَ فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حَمِدَكَ (٣) واسترجعَ، فيقول: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة، وسموه بيتَ الحمد" رواه الترمذي، وابن حبان في صحيحه، وقال: حديث حسن غريب.

جزاء فقد الأولاد من فقه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الفتح (٤):


(١) ملائكة الرحمة.
(٢) يقول الله تعالى: إعجاباً بصبره، وتحدثاً بكثرة ثوابه، وزيادة أجره.
(٣) قال: الحمد لله رب العالمين، إنا لله وإنا إليه راجعون، وحفظ لسانه مما يغضبه سبحانه، ولم يفعل معصية قال تعالى: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" (١٥٥ - ١٥٧ من سورة البقرة).
(٤) أولاً: يتكرم الله جل وعلا على أبوي الأطفال فيدخلان الجنة "ما من مسلم" خرج الكافر، ومعنى الحنث كما قيل بلغ إلى زمان يؤاخذ بيمينه إذا حنث، وقال الراغب: عبر بالحنث عن البلوغ لما كان الإنسان يؤاخذ بما يرتكبه فيه بخلاف ما قبله، وخص الإثم بالذكر لأنه الذي يحصل بالبلوغ لأن الصبي قد يثاب وخص الصغير بذلك لأن الشفقة عليه أعظم، والحب له أشد، والرحمة له أوفر "بفضل رحمته إياهم" أي بفضل رحمة الله للأولاد، وقال القرطبي: وإنما خصت الثلاثة بالذكر لأنها أول مراتب الكثرة فبعظم المصيبة يكثر الأجر، فأما إذا زاد عليها فقد يخف أمر المصيبة لأنها تصير كالعادة كما قيل "روعت بالبين حتى ما أراع له" أ. هـ. قال في الفتح: والحق أن تناول الخبر الأربعة فما فوقها من باب أولى وأحرى. أ. هـ.
ثانياً: موت الأولاد ينشئ حصوناً متينة من دخول النار "الحظار: حجاب" المعنى تخفيف عذابه بسبب موت أولاده.
ثالثاً: استقبال الأبوين بالبشر والسرور، وفتح أبواب الجنة له احتراماً وإكراماً.
رابعاً: موت الأولاد يمنعه من الورود على النار "إلا تحلة القسم" قال في الفتح: أي ما ينحل به القسم، وهو اليمين، وهو مصدر حلل اليمين: أي كفرها، يقال حلل تحليلاً وتحلة وتحلا بغير هاء، والثالث شاذ، وقال أهل اللغة: يقال فعلته تحلة القسم: أي قدر ما حللت به يميني ولم أبالغ، وقال الخطابي: حللت القسم تحلة: أي أبررتها، وقيل معناه التقليل لأمر ورودها، وقيل الاستثناء بمعنى الواو: أي لا تمسه النار قليلاً ولا كثيراً ولا تحلة القسم، وقد جوز الفراء والأخفش مجيء إلا بمعنى الواو، وجعلا منه قوله تعالى: "لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم" أ. هـ. "وإن منكم إلا واردها" قال الخطابي: معناه لا يدخل النار ليعاقب بها، ولكنه يدخلها مجتازاً، ولا يكون ذلك الجواز إلا قدر ما يحلل به الرجل يمينه.
خامساً: أولاد المسلمين في الجنة لأنه يبعد أن الله يغفر للآباء بفضل رحمته للأبناء، ولا يرحم الأبناء، قاله المهلب. =

<<  <  ج: ص:  >  >>