(٢) إناء كالقصعة، يبشرهم صلى الله عليه وسلم بوفرة الأغذية وكثرة الخير وزيادة النعيم والرفاهية في المستقبل ولكن الآن هم في حالة أحسن لتفرغهم لعبادة الله تعالى. قال تعالى: "يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفاً تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم" (٥٦ - ٦٠ من سورة العنكبوت)، (أرضي واسعة) إذا لم يتسهل لكم العبادة في بلدة ولم يتيسر لكم إظهار دينكم فهاجروا إلى حيث يتمشى لكم ذلك (لنبوئنهم) لننزلنهم (صبروا) على أذى المشركين والمحن والمشاق ولا يتوكلون إلا على الله تعالى. إن شاهدنا طلب الصبر والاعتماد على الله، وفيه ترك الترف والرضا بالفقر واستقبال الشدائد بصدر رحب وعدم الركون إلى زخارف الدنيا رجاء ثواب الله تعالى القائل جل شأنه "وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون" (٦٤ من سورة العنكبوت)، (الحيوان) دار الحياة لا موت فيها. (٣) حالتكم الآن على ما هي عليه من قلة المال أكثر ثواباً عند الله تعالى وأخف في الحساب "اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب" وكما قال صلى الله عليه وسلم "وأصحاب الجد محبوسون" أي أصحاب الغنى واقفون في المحشر يقدمون دفاتر إنفاق هذا المال أو اكتنازه والبخل به، والشح في حقوق الله فيه والفقراء يدخلون الجنة بلا حساب مطمئنين منعمين ترفرف عليهم راية النعيم، لا يحتاجون إلى محاسب الضرائب الآن. (٤) لحق به. (٥) قصد: فانعمد.