أولاً: يظله الله في ظله، ويقف العادل على قمة العز والنور في كنف الله ورضوانه "على منابر". ثانياً: يفوز العادل بالجنة ويحظى بمحبة الله تعالى "ذو سلطان مقسط". ثالثاً: يعد العادل من أفضل خلق الله جل وعلا "رفيق". رابعاً: يكره الله الإمام الظالم ولا تقبل شهادته ويسبب الفقر لرعيته. خامساً: يستحق الإمام الجائر كل لعنة ولا تقبل صلاته. سادساً: الإمام الجائر قائده الشيطان المتسلطن عليه. سابعاً: يمر الجائر على الصراط فيسقط في النار وينجو العادل. ثامناً: يقيد بالأغلال لظلمه ويطلق العادل. تاسعاً: العادل يرأف الله به، والظالم يضيق عليه "فأشفق عليه". عاشراً: ينجي الله العادل من أهوال الآخرة ويترك الجائر يتلظى في شدائدها "احتجب الله دون حاجته". حادي عشر: يحوز العادل رضا الله والناس.
الخلال التي يتحلى بها من يتولى أمور الناس ليفوز بنعيم الله تعالى في وصف الحسن البصري للإمام العادل سيدنا الحسن البصري أجاد وأفاد في وصف الإمام العادل لسيدنا عمر بن عبد العزيز حين ولي الخلافة فقال رحمه الله: اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل وقصد. (١) كل جائر وصلاح كل فاسد وقوة كل ضعيف، ونصفة (٢) كل مظلوم، ومفزع كل ملهوف، والإمام العدل يا أمير المؤمنين كالراعي الشفيق على إبله، الرفيق الذي يرتاد لها أطيب المرعى، ويذودها عن موانع الهلكة، ويحميها من السباع ويكنفها من أذى الحر والقر (٣) والإمام العدل يا أمير المؤمنين كالأب الحفي على ولده يسعى لهم ويعلمهم كباراً يكتسب لهم في حياته، ويدخر لهم بعد مماته، والإمام العادل، يا أمير المؤمنين كالأم الشفيقة البرة الرفيقة بولدها حملته كرهاً ووضعته كرهاً، وربته طفلاً، تسهر بسهره، وتسكن بسكونه، ترضعه تارة، وتفطمه أخرى، وتفرح بعاقبته، وتغتم بشكايته، والإمام العادل يا أمير المؤمنين وصي اليتامى: وخازن المساكين يربي صغيرهم، ويمون كبيرهم، والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالقلب بين الجوانح، تصلح الجوانح بصلاحه، وتفسد بفساده، والإمام العادل يا أمير المؤمنين هو القائم بين الله وبين عباده، يسمع كلام الله ويسمعهم، وينظر إلى الله ويريهم، وينقاد إلى الله ويقودهم، فلا تسكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد ائتمنه سيده، واستحفظه ماله وعياله، فبدد المال، وشرد العيال، فأفقر أهله، وفرق ماله، واعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليزجر بها عن الخبائث والفواحش فكيف إذا أتاها من يليها؟ وأن الله جعل القصاص حياة لعباده، فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم؟ واذكر يا أمير المؤمنين الموت وما بعده، وقلة أشياعك عنده، وأنصارك عليه، فتزود له، ولما بعده من =