(جـ) وقال تعالى: "ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين" (١٨ من سورة هود). (الأشهاد): الرسل أو الملائكة أو أمة محمد صلى الله عليه وسلم. (د) وأورد البخاري في باب الانتصار من الظالم قوله تبارك وتعالى: "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً" (١٤٩ - ١٥٠ من سورة النساء). أي لا جهر من ظلم بالدعاء على الظالم والتظلم منه، روي أن رجلاً أضاف قوماً فلم يطعموه فاشتكاهم فعوتب عليه فنزلت (سميعاً): لكلام المظلوم (عليماً): بالظالم (خيراً) طاعة وبراً. سبحانه يكثر العفو عن العصاة مع كمال قدرته على الانتقام، فأنتم أولى بذلك، وهو حث للمظلوم على العفو بعد ما رخص له في الانتصار حملاً على مكارم الأخلاق. أ. هـ بيضاوي. وقال العيني قال عبد الكريم بن مالك الجزري في هذه الآية هو الرجل يشتمك فتشتمه ولكن إن افترى عليك فلا تفتر عليه لقوله تعالى: "ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل" وروى أبو داود من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم" وأورد البخاري قوله تعالى: "والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون" (٤٠ من سورة الشورى). قال العيني: البغي الظلم، أي الذين إذا أصابهم بغي المشركين في الدين انتصروا عليهم بالسيف أو إذا بغى عليهم باغٍ كرهوا أن يستذلوا لئلا يجترئ عليهم الفساق فإذا قدروا عفوا، وروى الطبري من طريق السدى في قوله تعالى: "والذين إذا أصابهم البغي" قال يعني فمن بغى عليهم من غير أن يعتدوا. وروى النسائي وابن ماجة من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت دخلت على زينب بنت جحش فسبتني فردعها النبي صلى الله عليه وسلم فأبت فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم سبيها فسببتها حتى جف ريقها في فمها فرأيت وجهه يتهلل. أ. هـ. (هـ) وقال تعالى: "وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور" (٤١ - ٤٤ من سورة الشورى). (الظالمين): المبتدئين بالسيئة المتجاوزين في الانتقام (يظلمون الناس): يبتدئونهم بالأضرار ويطلبون ما لا يستحقونه تجبراً عليهم. (صبر) على الأذى وغفر ولم ينتصر. (و) وقال تعالى: "ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير" (٤٥ - ٤٨ من سورة الشورى). =