للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"من لا يرحمُ من في الأرض لا يرحمهُ من في السماء" رواه الطبراني بإسناد جيد قوي.

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء

٥ - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" رواه أبو داود والترمذي بزيادة وقال: حديث حسن صحيح.

٦ - وعنه رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ارحموا تُرْحَمُوا، واغفروا يُغفرْ لكم، ويلٌ لأقماعِ (١) القول، ويلٌ للمُصِرِّينَ الذين يُصِرُّونَ على ما فعلوا وهم يعلمون" رواه أحمد بإسناد جيد.

٧ - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من لم يُوقر الكبير، ويرحم الصغير، ويأمر بالمعروف، ويَنْهَ عن المنكر" رواه أحمد والترمذي وابن حبان في صحيحه، وقد روي هذا اللفظ من حديث جماعة من الصحابة وتقدم بعض ذلك في إكرام العلماء.

٨ - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيتٍ فيه نفرٌ من قريشٍ، فأخذ بِعُضَادتيِ البابِ، فقال: هل في البيتِ إلا قُرشيٌ؟ فقالوا: لا. إلا ابن أُختٍ لنا. قال: ابن أختِ القوم منهم، ثم قال: إن هذا الأمر في قريشٍ ما إذا استُرْحِمُوا (٢) رَحِمُوا، وإذا حَكمُوا عَدَلُوا، وإذا أقسموا أقسطوا، ومن لم يفعل ذلك فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين" رواه الطبراني في الصغير والأوسط، ورواته ثقات.

٩ - وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: "كنا في بيتٍ فيه نفرٌ من المهاجرين والأنصار، فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل كلُ رجلٍ يُوسِعُ رجاء


(١) الأقماع: جمع قمع كضلع، وهو الإناء الذي يترك في رؤوس الظروف لتملأ بالمائعات من الأشربة والأدهان، شبه أسماع الذين يستمعون القول ولا يعونه، ويحفظونه ولا يعملون به بالأقماع التي لا تعي شيئاً مما يفرغ فيها، فكأنه يمر عليها مجازاً كما يمر الشراب في الأقماع اجتيازاً. أ. هـ نهاية: أي واد في جهنم لعذاب الذين يسمعون النصائح ولا يعملون بها، المتمادين في الغواية، الموطدين العزيمة على العصيان.
(٢) مدة إجابة طلب المسترحمين، أي ماداموا راحمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>