للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم في مجالسهم، وواكلوهم وشاربوهم، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داودَ وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان متكئاً فقال: لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطراً".

[قال الحافظ]: رويناه من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، ولم يسمع من أبيه، وقيل سمع، ورواه ابن ماجة عن أبي بعدة مرسلاً.

[تأطروهم]: أي تعطفوهم وتقهروهم، وتلزموهم باتباع الحق.

١٨ - وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يُغيروا عليه، ولا يُغيرون إلا أصابهم اله منه بعقابٍ قبل أن يموتوا" رواه أبو داود عن أبي إسحاق قال: أظنه عن ابن جرير عن جرير، ولم يسمّ ابنه، ورواه ابن ماجة وابن حبان في صحيحه والأصبهاني وغيرهم عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن جرير عن أبيه.

١٩ - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: "يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية: "يأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْتُمْ (١) ". وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا (٢)

على يديه أوشكَ أن يَعُمهمُ الله بعقابٍ من عنده" رواه أبو داود والترمذي، وقال حديث حسن صحيح، وابن ماجة والنسائي وابن حبان في صحيحه، ولفظ النسائي: "إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن القوم إذا رأوا المنكر فلم يُغيروهُ عَمَّهُمُ الله بعقاب".

وفي رواية لأبي داود: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من قومٍ


(١) " إذا اهتديم إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم تعملون" (١٦٠ من سورة المائدة). قال البيضاوي: أي احفظوا أنفسكم والزموا إصلاحها لا يضركم الضلال إن كنتم مهتدين، والآية نزلت لما كان المؤمنون يتحسرون على الكفرة ويتمنون إيمانهم، وقيل كان إذا أسلم الرجل قالوا له سفهت آباءك فنزلت. أهـ.
(٢) لم يمنعوه وينصحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>