(٢) قال النووي: المراد بالغفران غفران الصغائر دون الكبائر، وفيه استحباب صلاة ركعتين فأكثر عقب كل وضوء، وهو سنة مؤكدة - قال جماعة من أصحابنا: ويفعل هذه الصلوات في أوقات النهى وغيرها لأن لها سببا واستدلوا بحديث بلال رضي الله عنه أنه كان متى توضأ صلى، وقال: إنه أرجى عمل عمله، ولو صلى فريضة أو نافلة مقصودة حصلت له هذه الفضيلة كما تحصل تحية المسجد بذلك، والله أعلم أهـ ١٠٨. (٣) أي لا تركنوا إلى هذا الغفران بلا عمل صالح تقدمونه. أنعم بك يا رسول الله ونعم المؤدب أنت، تحث المسلمين على إتمام الوضوء واستكمال الفروض والسنن رجاء أن يعفو من الصغائر، ثم تدعوهم إلى تشييد قصور الصالحات، وغرس المكارم الطيبات، وعدم الغرور، والزهو، والتقصير، والاكتفاء بثواب الوضوء: إن المؤمن من استكثر من الخير وعده قليلا في كتابه، ولن يرسخ الإيمان في القلب، وتثمر دوحته إلا إذا شعر الإنسان أنه في حاجة إلى تكميل، وسعى إلى تحميل نفسه، وتخلى عن الرذائل، وتحلى بالفضائل، ويطلب المزيد ما عاش، ويتقصى نقائصه فيتكمل، وينظر بمنظار المستفيد، ويتجنب العجب والافتخار بعمله. يقولون في الحكم: من اغتر بعمله هلك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لن يدخل أحدًا عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: ولا أنا إلا إن يتغمدنى الله بفضل ورحمة، فسددوا وقاربوا). (٤) ضحك صلى الله عليه وسلم فرحاً بفضل الله وتكرمه بإزاحة الذنوب الصغيرة جزاء أفعال الوضوء، وزاد سروره مضاعفة حسناته.