للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغُضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم" رواه أحمد وابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد.


= حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا؟ قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون وذلك ظنكم الذي ظننتم بربك أرداكم فأصبحتم من الخاسرين فإن يصبروا فالنار مثوى لهم، وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين" (١٨ - ٢٤ من سورة فصلت). (يوزعون): يحبس أولهم على آخرهم لئلا يتفرقوا، وهو عبارة عن كثرة أهل النار، وينطق الله تعالى الجوارح، أو يظهر عليها آثاراً تدل على ما اقترف بها فتنطق بلسان الحال وتعد أفعال العصاة (وما كنتم): أي كنتم تستترون عن الناس عند ارتكاب الفواحش مخافة الفضيحة وما ظننتم أن أعضاءكم تشهد عليكم فما استترتم عنها، وفيه تنبيه على أن المؤمن ينبغي أن يتحقق أنه لا يمر عليه حال إلا وهو عليه رقيب (المعتبين): المجابين إليها. أهـ. بيضاوي.
لقد ذكر الله تعالى هذه الآيات بعد تعداد أفعال عاد وثمود لينبه المسلمين أن يعتبروا ويتعظوا ويتباعدوا من فعل الموبقات وارتكاب المعاصي، رجاء إحسان الله إليهم في الدنيا والآخرة، ولذا أعقب هذه القصة قول الله تبارك وتعالى: "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم" (٣٠ - ٣٦ من سورة فصلت).
الآيات الواردة في اجتناب النكاح المحرم:
(أ) قال تعالى: "ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلا" (٣٢ من سورة النساء).
(ب) وقال تعالى: "ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً" (٦٨ - ٦٩ من سورة الفرقان). وقال تعالى: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون" (٩٠ من سورة النحل).
(جـ) وقال تعالى: "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن" (٣٣ من سورة الأعراف).
(د) وقال تعالى: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان تواباً رحيماً" (١٥ - ١٦ من سورة النساء).
(هـ) وقال تعالى: "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك، وحرم ذلك على المؤمنين" (٢ - ٣ من سورة النور). =

<<  <  ج: ص:  >  >>