(٢) هو جد بهز بن حكيم. قال ابن بطال: مقتضاه أن يكون للأم أمثال ما للأب من البر، قال وكان ذلك لصعوبة الحمل، ثم الوضع، ثم الرضاع، فهذه تنفرد بها الأم وتشقى بها، ثم تشارك الأب في التربية، وقد وقعت الإشارة إلى ذلك في قوله تعالى: "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين" من سورة لقمان. فسوى بينهما في الوصاية وخص الأمور الثلاثة، وقال القرطبي: المراد أن الأم تستحق على الولد الحظ الأوفر من البر وتقدم في ذلك على حق الأب عند المزاحمة. وقال عياض: وذهب الجمهور إلى أن الأم تفضل في البر على الأب. أهـ. وقد رتب صلى الله عليه وسلم في حديث: "أمك وأباك ثم أختك وأخاك ثم أدناك أدناك" أي تقدم القرابة من ذوي الرحم. وأخرج أحمد والنسائي وصححه الحاكم من حديث عائشة: "سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أعظم حقاً على المرأة؟ قال زوجها، قلت فعلى الرجل قال أمه" أهـ. فتح ص ٣١٠ جـ ١٩ من كتاب الأدب باب البر والصلة، وفسر الأدب باستعمال ما يحمد قولاً أو فعلاً وعبر بعضهم عنه بالأخذ بمكارم الأخلاق، وقيل تعظيم من فوقك، والرفق بمن دونك.