للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ثم صلة الرحم. قال: قلتُ: يا رسول الله ثم مَهْ؟ قال: ثم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. قال: قلتُ: يا رسول الله أي الأعمال أبغضُ إلى الله؟ قال: الإشراك بالله. قال: قلتُ: يا رسول الله ثم مَهْ؟ قال: ثم قطيعةُ الرحم. قال: قلتُ: يا رسول الله ثم مَهْ؟ قال: ثم الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف" رواه أبو يعلى بإسناد جيد.

٨ - وعن أبي أيوب رضي الله عنه: "أن أعرابياً عَرَضَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في سفرٍ، فأخذ بخطام (١) ناقته أو بزمامها (٢) ثم قال: يا رسول الله أو يا محمد: أخبرني بما يقربني من الجنة، ويُباعدني من النار؟ قال: فَكَفَّ النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نظر في أصحابه، ثم قال: لقد وُفِّقَ (٣) أو لقد هُدِيَ، قال: كيف قلتَ؟ قال: فأعادها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تعبدُ الله ولا تُشركُ به شيئاً وتُقيمُ الصلاةَ، وتؤتي الزكاة، وتصلُ الرحم، دَعِ الناقةَ".

٩ - وفي رواية: "وتَصِلُ ذا رَحِمِكَ، فلما أدبرَ (٤) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن تَمَسَّكَ (٥) بما أمرتهُ به دخل الجنة" رواه البخاري ومسلم واللفظ له.

١٠ - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لَيُعَمِّرُ بالقومِ الديارَ، ويُثَمِّرُ (٦) لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بُغضاً لهم، قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: بصلتهم أرحامهم" رواه الطبراني بإسناد حسن والحاكم، وقال: تفرد به عمران بن موسى الرملي الزاهد عن أبي خالد، فإن كان حفظه فهو صحيح.

١١ - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "إنه من أُعْطِيَ حظهُ من الرفقِ فقد أُعطِيَ حظهُ من خير الدنيا والآخرة، وصلةُ الرحم، وحُسنُ


(١) الحبل الذي يوضع على مقدم الأنف والفم، وخطم الطائر منقاره.
(٢) الحبل الذي تساق منه: أي المقود، وأصله الخيط الذي يشد في البرة أو في الخشاش، والمعنى مد يده إلى حبل الناقة.
(٣) ألهمه الله الرشد.
(٤) ولى.
(٥) عقد الخناصر على الطاعة ووطد العزيمة على القيام بهذه الأوامر.
(٦) وينمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>