(١) متصف بالخيانة واقعة عليه مغموس في أدرانها فلا يؤتمن. (٢) مطروداً عن الخيرات وعن منازل الملأ الأعلى، قال تعالى: "فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" (٩٨ من سورة النحل). وقال تعالى: "فاخرج منها فإنك رجيم" (٣٤ من سورة الحجر). أهـ غريب. (٣) مطروداً مبعداً، وفي الغريب اللعن: الطرد والإبعاد على سبيل السخط، وذلك من الله تعالى في الآخرة عقوبة وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه، ومن الإنسان دعاء على غيره قال تعالى: "ألا لعنة الله على الظالمين" (١٨ من سورة هود). أهـ. والمعنى أن التبجح وقلة الحياء سبب المصائب تجلب عليه غضب الله والناس وسوء سيرة، ويوجد عنده الاستعداد لارتكاب الموبقات والإجرام ويخلو قلبه من الرأفة وتحل به القسوة والجفوة فتزول عنه مظاهر الإسلام جميعها نسأل الله السلامة، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن، وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً إن تبدوا شيئاً أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما" (٥٣ - ٥٤ من سورة الأحزاب). (إناه): أي غير منتظرين وقته أو إدراكه (فانتشروا): تفرقوا ولا تمكثوا (لا يستحي): يعني أن إخراجكم حق فينبغي أن لا يترك حياء كما لم يتركه الله ترك الحيي فأمركم بالخروج (متاعاً): شيئاً ينتفع به (حجاب): ستر، روي "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فنزلت. وقيل إنه عليه الصلاة والسلام كان يطعم ومعه بعض أصحابه فأصابت يد رجل يد عائشة رضي الله عنها فكره النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فنزلت: (أطهر): من الخواطر النفسانية الشيطانية. أهـ بيضاوي. خلاصة فضائل الحياء كما بَيَّنَها صلى الله عليه وسلم في باب الأدب: أولاً: المستحي يدل على شدة إيمانه وكمال دينه وعنوان تقواه "شعبة". ثانياً: السباب الصخاب فاجر فاسق شتام قاس منافق "الجفاء". ثالثاً: عاقبة الاستحياء النجاة والنجاح والسلامة من أدران النقائص ودخول الجنة "الحياء والعي". =