للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته

٥ - وعن عُقبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه قال: قُلتُ يا رسول الله: ما النجاةُ؟ قال: أمْسِكْ عليك لسانك، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ على خطيئتك" رواه أبو داود والترمذي وابن أبي الدنيا في العزلة، وفي الصمت والبيهقي في كتاب الزهد وغيره، كلهم من طريق عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عنه، وقال الترمذي: حديث غريب.

٦ - وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طُوبى (١) لمن مَلَكَ لسانهُ، وَوَسِعَهُ بيتهُ، وبكى على خطيئته (٢) " رواه الطبراني في الأوسط والصغير وحسن إسناده.

٧ - ورويَ عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله (٣)، واليوم الآخر، وَيَشْهَدُ أني رسول الله، فَلْيَسَعْهُ بيتهُ (٤)، وَلْيَبْكِ على خطيئته، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً لِيَغْنَمَ (٥)،

وَلْيَسَكُتْ عن شَرٍ فَيَسْلَمَ" رواه الطبراني والبيهقي في الزهد.

٨ - وعن سهل بن سعدٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضمنُ لي (٦) ما بين لَحْيَيْهِ (٧)، وما بين رجليه (٨)


(١) قال العلقمي لفظ النهاية: طوبى اسم الجنة، وقيل هي شجرة فيها، وأصلها فُعلى من الطيب فلما ضُمت الطاء انقلبت الياء واوا، والمراد بها هنا فعلى من الطيب، لا الجنة ولا الشجرة. أهـ. وفي بعض الأحاديث تطلق، ويراد بها الجنة أو الشجرة التي فيها. وقال المناوي: طوبى تأنيث أطيب: أي راحة وطيب عيش حاصل. أهـ جامع صغير. والمعنى نعيم دائم وسعادة لمن حفظ لسانه من فحش القول ولزم داره معتكفاً عن الفتن وشرور الناس، وندم على تقصيره في طاعة الله وتاب إلى الله جل وعلا وأكثر من الصالحات.
(٢) ندم على ما اقترف من الذنوب وعمل خير.
(٣) يصدق بوجود الله وأنه سيحاسب يوم القيامة.
(٤) فليجتنب مخالطة الأشرار، وليتباعد عن السفهاء ويلازم منزله إذا رأى التفريط في حقوق الله وبدا المنكر في المجتمع.
(٥) ليحصل على ثمرة مرجوة.
(٦) يقدم ثقة وكفالة تامة.
(٧) اللسان، فلا يقول ما يغضب الرحمن.
(٨) الفرج فلا يفعل فاحشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>