للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بئس العبدُ عبدٌ هوىً يُضلُّهُ (١). بئس العبدُ عبدٌ رَغَبٍ يُذِلُّهُ (٢) " رواه الترمذي، وقال: حديث غريب، ورواه الطبراني من حديث نعيم بن همار الغطفاني أخصر منه وتقدم.

لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر منه: العُجْبَ

٤١ - وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في جهنم وادياً يُقالُ له هَبْهَبُ، حقاً على الله أن يُسكنهُ كل جبارٍ عنيدٍ (٣) " رواه أبو يعلى والطبراني والحاكم كلهم من رواية أزهر بن سنان، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

[هبهب] بفتح الهاءين وموحدتين.

٤٢ - وعن سلمة بن الأكوعِ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزالُ الرجلُ يذهبُ بنفسهِ حتى يُكْتَبَ في الجبارين فَيُصيبهُ ما أصابهم" رواه الترمذي، وقال حديث حسن.

[قوله: يذهب بنفسه]: أي يترفع ويتكبر.

٤٣ - وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو لم تُذنبوا لخشيتُ عليكم ما هو أكبر منه: العُجْبَ (٤) " رواه البزار بإسناد جيد.


(١) أي ميل يجره إلى معصية الله، يقال أهوى بيده إليه: أي مدها نحوه، وأمالها إليه ويأخذ كل واحد ما هوى: أي ما أحب، هوى يهوى هوى.
(٢) الرغب شؤم: أي الشره والحرص على الدنيا، وقيل سعة الأمل وطلب الكثير، ومنه حديث مازن، وكنت امرأ بالرغب والخمر مولعاً: أي بسعة البطن وكثرة الأكل. أهـ نهاية. يذم النبي صلى الله عليه وسلم:
(أ) المتكبر المغرور، وغفل عن إلهه الجليل القدير.
(ب) الظالم وغفل عن وجود القهار الملك العزيز الخافض الرافع.
(جـ) المنهمك في ملذاته المتفاني في قضاء شهواته المقصر في تشييد الصالحات وغفل عن الموت وعذاب القبر وسؤال الملكين والثواب والعقاب.
(د) الطماع الشره.
(هـ) المتبع أهواءه صاحب الغي الفاسق.
(و) عبد الدنيا المتفاني في تحصيل المال وخزنه وعدم التمتع بإنفاقه في وجوه البر.
(٣) عات متكبر على الله معاند للحق كما قال تعالى: "وخاب كل جبار عنيد من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ" (١٥ - ١٧ من سورة إبراهيم). أي مرصد بها واقف على شفيرها في الدنيا مبعوث إليها في الآخرة، وهذه الآية وإن كانت في الكفار فيدخل فيها الطاغية الجبار.
(٤) الافتخار بالنفس وشعورها بالكمال والتقصير في تشييد الصالحات، يقال لمن يروقه نفسه: فلان معجب بنفسه وبرأيه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>