(٢) لا يقلب كعابها كذا ط وع ص ٢٩٢ - ٢ وفي ن د: لا يطلب أحد ينتظر ما كعباتها تأتي به: أي يرمي طلعها ليتبين عدد نقطها ويرجو إصابة غرضه فقد كثر لغطه وزاد لهوه. وقد أخرج البيهقي كما في الزواجر عن يحيى بن أبي كثير قال: "مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يلعبون بالنرد فقال: قلوب لاهية وأيد عاملة وألسنة لاغية" وأخرج أحمد "إياكم وهاتان الكعبتان المرسومتان اللتان يزجران زجراً فإنهما ميسر العجم". ونقل القرطبي في شرح مسلم اتفاق العلماء على تحريم اللعب به مطلقاً ونقل الموفق الحنبلي في مغنيه الإجماع على تحريم اللعب به. وقال القاضي البيضاوي في شرح المصابيح: يقال أول من وضعه سابور بن أردشير ثاني ملوك الساسان ولأجله يقال له النردشير وشبه رقبته بالأرض وقسمها أربعة أقسام تشبيهاً بالفصول الأربعة. وقال الماوردي قيل إنه على البروج الإثني عشر والكواكب السبعة، لأن بيوته اثنا عشر كالبروج ونقطه من جانبي القصر سبع كالكواكب السبعة فعدل به إلى تدبير الكواكب والبروج أهـ ص ١٦٦ جـ ٢. يخبر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يتباعدوا عن هذه اللعبة المضيعة للوقت الجالبة للنفور الباعثة كل آلام التي تجلب الغفلة عن الله والسهو عن ذكره ونسيان حقوقه وعدم أداء الصلاة في أوق وقتها ويشبه لاعبها بالقصاب الذي يذبح الخنزير ويغمس يده في لحمه بجامع التحريم، وإذا كان الله جل جلاله نهى المؤمنين أن تلهيهم أموالهم وأولادهم فيزداد النهي في تضييع الوقت في النرد يقول الله تعالى: [يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون] (١٠) من سورة المنافقون. أي لا يشغلكم التصرف في الأموال والسعي في تدبير أمرها بالنماء وطلب النتاج ولا سرور أولادكم وشفقتكم عليهم والقيام بمؤنهم عن الصلوات الخمس أو عن القرآن أهـ نسفي، ويقول جل جلاله [ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله] فهذا لهو الحديث فما بالك بالنرد؟ ويقول تعالى [وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها] قال البيضاوي: فإن المراد من اللهو الطبل الذي كانوا؛ يستقبلون به العير والترديد للدلالة على أن منهم من انفض لمجرد سماع الطبل ورؤيته. روي "أنه صلى الله عليه وسلم كان يخطب الجمعة فمرت عليه عير يحمل الطعام فخرج الناس إليهم إلا اثني عشر رجلاً فنزلت". هؤلاء فرحوا بقدوم بضائع وحاجات الطعام فتركوا استماع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكذا من لعب النرد مشتغلاً بها عن ذكر الله وأداء حقوقه. يقول الله تعالى: [زين للناس حب الشهوات] أي المشتهيات، سماها شهوات مبالغة وإيماء على أنهم انهمكوا في محبتها حتى حبوا شهوتها، والمزين هو الله تعالى لأنه الخالق للأفعال والدواعي ولعله زينه ابتلاء أو لأنه يكون وسيلة إلى السعادة الأخروية إذا كان على وجه يرتضيه الله تعالى، أو لأنه من أسباب التعيش وبقاء النوع، وقيل الشيطان فإن الآية في معرض الذم أهـ بيضاوي، والنفس تميل إلى اللعب فالنرد من الشهوات المنهي عنها، ويقول الله تعالى [ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق] ثم يقول عز شأنه: [اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو] من سورة الحديد. قال النسفي كلعب الصبيان وكلهو الفتيان =