جـ - ... (وقال ربكم ادعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين) ٦١ من سورة المؤمن. ادعونى أي اعبدونى أثبكم. معنى لداخرين، وإن فسر الدعاء بالسؤال كان الاستكبار الصارف عنه منزلا منزلته للمبالغة، أو المراد بالعبادة الدعاء، فإنه من أبوابها أهـ بيضاوى، فالدعوة إلى الحق الإرشاد إلى عبادة الله وطلب قضاء الحاجات منه وطاعته. (١) كلمة الشهادة سبب التقوى، أو بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ محمد رسول الله، وكلمة أهل الإسلام التى يعينها الله تعالى بقوله: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية، فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها، وكان الله بكل شئ عليما) ٢٧ من سورة الفتح فأنت ترى جلال الله يذكر حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم بوجود أنفة الكفار؛ وعدم إذعانهم للحق. أما المسلمون فأنزل عليهم الثبات والوقار، وذلك ما روى أنه عليه الصلاة والسلام لما هم بقتال الكفار بعثوا سهيل بن عمرو، وحويطب بن عبد العزى؛ ومكرز بن حفص ليسألوه أن يرجع من عامة على أن يخلى له قريش مكة من القابل ثلاثة أيام، فأجابهم وكتبوا بينهم كتابا، فقال عليه الصلاة والسلام لعلى رضي الله عنه: اكتب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فقالوا: ما نعرف هذا، اكتب باسمك اللهم، ثم قال: اكتب هذا ما صالح عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة، فقالوا، لوكنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، وما قاتلناك، اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله أهل مكة، فقال عليه الصلاة والسلام: اكتب ما يريدون، فهم المؤمنون أن يأبوا ذلك ويبطشوا عليهم، فأنزل الله السكينة عليهم فتوقروا وتحلموا، وهو تعالى يعلم أهل كل شئ، وييسره له أهـ بيضاوى من ٧١٠. (٢) أي على العمل بما جاء بكتاب الله الداعية إليه. أو على كلمة التوحيد لنحظى بالسعادة التي يعنيها الله تعالى بقوله: (وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ) ١٠٩ من سورة هود. أي الذين أسعدهم الله بحسن الخاتمة ثمرة عملهم الصالح أعطاهم ربهم ثواباً غير منقطع، والله أعلم. (اللهم أحينا، وأمتنا على دعوة الحق، وكلمة التقوى). مثال دعوة الحق إن الكافرين يكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يصفه به من كمال العلم والقدرة. والتفرد بالألوهية وإعادة الناس ومجازاتهم. روى أن عامر بن الطفيل وأربدبن ربيعة وفدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قاصدين لقتله. فأخذه عامر بالمجادلة، والتشدد في الخصومة، وإساءة الأدب في المناظرة، ورداءة القول، ودار أربد من خلفه ليضربه بالسيف، فتنبه له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: اللهم اكفنيهما بما شئت، فأرسل الله =