للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعجزت عن السير. يقال: بلح الرجل بتخفيف اللام وتشديدها: إذا أعيا، فلم يقدر أن يتحرك، واسم أبي لاس بالسين المهملة عبد الله بن غنمة، وقيل: زياد له حديثان عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم أحدهما هذا.

٢ - وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ عَمْروٍ الأَسْلَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَقُولُ: علَى كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ، فَإِذَا رَكِبْتُمُوهَا، فَسَمُّوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلاَ تُقَصِّرُوا (١) عَنْ حَاجَاتِكُمْ رواه أحمد والطبراني وإسنادهما جيد.

الحث على ذكر الله عز شأنه بعد ركوب الدابة

٣ - وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم أَرْدَفَهُ (٢) عَلَى دَابَّتِهِ فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَيْهَا (٣) كَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ثَلاثَاً (٤) وَحَمِدَ اللهَ ثَلاثَاً، وسَبَّحَ اللهَ ثَلاثَاً، وَهَلَّلَ اللهَ وَاحِدَةً، ثُمَّ اسْتَلْقَى (٥) عَلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أقْبَلَ عَلَيْهِ (٦) فَقَالَ: مَا مِنِ امْرئٍ يَرْكَبُ دَابَّتَهُ (٧)، فَصَنَعَ مَا صَنَعْتُ إِلاَّ أقْبَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ (٨)، فَضَحِكَ إِلَيْهِ (٩). رواه أحمد.

٤ - وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَا مِنْ رَاكِبٍ يَخْلُو في مَسِيرِهِ بِاللهِ (١٠) وَذِكْرِهِ إِلاَّ رَدِفَهُ مَلَكٌ (١١)، وَلاَ يَخْلُو بِشِعْر وَنَحْوِهِ إِلاَّ رَدِفَهُ شَيْطَانٌ (١٢).

رواه الطبراني بإسناد حسن.


(١) أي انطلقوا معتمدين على ربكم سبحانه واذكروا اسمه تحفظوا.
(٢) حمله خلفه على ظهر الدابة فهو رديف، ومنه ردف المرأة عجزها.
(٣) ركب مستريحاً.
(٤) قال الله أكبر ٣٣ والحمد لله ٣٣ وسبحان الله ٣٣ ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
(٥) مال عليه مستبشراً فرحاً.
(٦) توجه نحوه مبتسماً.
(٧) يمتطي صهوتها.
(٨) رضي عنه وأمده برضوانه ورحماته.
(٩) قبل عمله وغفر له ذنوبه.
(١٠) أي يوحده ويمجده ويسبحه ويحمده ويكبره.
(١١) صاحبه ملك من ملائكة الرحمة يدعو له ويستغفر له.
(١٢) أي كلام من كلام الشعراء أو أي شيءٍ من أحوال الدنيا إلا ركب خلفه شيطان يغويه ويضله" ويزيل عنه كل هدى: ففيه الترغيب في ذكر الله سبحانه وتعالى عند ركوب الدابة كما قال تعالى: [والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون (١٢) لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين (١٣) وإنا إلى ربنا لمنقلبون (١٤)] من سورة الزخرف.
[الأزواج]: أصناف المخلوقات.
[لتستووا]: لتصعدوا على ظهور ما تركبونه من الفلك والأنعام [ثم تذكروا] أي تذكروا بقلوبكم معترفين بها حامدين عليها [سخر]: ذلل لنا هذا المركوب.
[مقرنين]: مطيقين، وعنه عليه =

<<  <  ج: ص:  >  >>