للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: إِيَّاكُمْ وَالتَّعْرِيسَ عَلَى جَوَّادِ (١) الطَّرِيقِ، وَالصَّلاَةَ عَلَيْهَا، فَإِنَّهَا مَأْوَى الحَيَّاتِ والسِّبَاعِ، وَقَضَاءِ الْحَاجَةِ عَلَيْهَا، فَإِنَّها الملاَعِن (٢). رواه ابن ماجة، ورواته ثقات.

[التعريس]: هو نزول المسافر آخر الليل ليستريح.

٦ - وَعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشْنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلُوا تَفَرَّقوا فِي الشِّعَابِ (٣) وَالأَوْدِيَةِ (٤)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي الشِّعَابِ والأَوْدِيَةِ إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلَمْ يَنْزِلُوا بَعْدَ ذَلِكَ مَنْزِلاً إِلاّ انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ (٥). رواه أبو داود والنسائي.

٧ - وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: ثلاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللهُ، وثَلاَثَةٌ يُبْغَضُهُمُ اللهُ. أَمَّا الَّذِينَ يُحِبُّهُمُ اللهُ: فَقَوْمٌ سَارُوا لَيْلَتَهُمْ (٦) حَتى إِذا كَانَ النَّوْمُ أَحَبَّ إلى أَحَدِهِمْ مِمَّا يُعْدَلُ بِهِ نَزَلُوا (٧) فَوَضَعُوا رُؤُوسَهُمْ (٨)، فَقَامَ يَتَمَلَّقُنِي (٩)

وَيَتْلوا آياتي. فذكر الحديث رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما. وتقدم في صدقة السرّ بتمامه.


(١) جمع جادة: معظم الطريق.
(٢) جمع ملعنة: وهي الفعلة التي يلعن بها فاعلها كأنها مظنة للعن ومحل له. وهي أن يتغوط الإنسان على قارعة الطريق أو ظل الشجرة أو جانب النهر، فإذا مر بها الناس لعنوا فاعلها أهـ نهاية.
(٣) طرق في الجبل.
(٤) السهول بمعنى أنهم تباعدوا في جهات مختلفة.
(٥) تقاربوا في المكان وتجمعوا في جهة واحدة وتراصوا كالبنيان. الله أكبر يعلمهم صلى الله عليه وسلم عدم التفرق والاتحاد والتآلف والتقارب والتضامن والتآزر.
(٦) مشوا بالليل.
(٧) استراحوا.
(٨) من شدة التعب وغلبة النعاس يحبون أن يضطجعوا فيتنحى أحدهم ويبعد عنهم ليصلي، ويقرأ القرآن ويتضرع لربه عز وجل فهو أعظم أجراً منهم وأكثر صواباً. قال الحنفي مما يعدل به: أي يقابل به من المال بحيث لو قيل لهم تقابلون نومكم بمال أو نحوه يرضوا لشدة حبهم للنوم لما حصل لهم من المشقة (يتملقني) أي يتحبب إلي ويتقرب بالعبادة. وقال العزيزي: يتملقني أي يتضرع إلي ويزيد في الود والدعاء والابتهال، قال في النهاية: الملق بالتحريك الزيادة في التودد، والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي أهـ ص ١٩٠ جـ ٢ قال تعالى: [ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون (١٩)] من سورة الأحقاف.
مراتب من جزاء ما عملوا.
(٩) يدعوني ويرجو رضاي، ويطلب مغفرتي ويتمنى إدراك رحمتي، ويقرأ القرآن ويصلي نافلة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>