(٢) كونوا مقاربين لفعل الخير. (٣) بل بفضل الله ورحمته، وليس المراد توهين العمل، بل الإعلام بأن العمل إنما يتم بفضل الله ورحمته فلا ينبغي أن تتكلوا علي أعمالكم، وهذا الحديث لا يعارضه قوله تعالى: [ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون] لأن العمل إنما حصل بتوفيق الله ورحمته. وقال النووي: ظاهر الآيات أن دخول الجنة بسبب الأعمال، والجمع بينها وبين الحديث أن التوفيق للأعمال والهداية للإخلاص فيها وقبولها إنما هو برحمة الله وفضله فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل، وهو من رحمة الله تعالى أهـ عزيزي ص ٣٢٠ جـ ٢. يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يسيروا على منهج القرآن الكريم ويستضيئوا بأنواره الوضاءة رجاء السداد والإصابة واتباع الحكمة والرشد، ومهما أحسن العابد يكثر الخوف والرجاء كما قال تعالى في أنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم [يدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين] ولا يغتر الإنسان بعمله فالنعيم من فضل الله تعالى، قال الشاعر: من لم تكن حلل التقوى ملابسه ... عار وإن كان مغموراً من الحلل ومن يطع اللهو عصر الصبا ... فذلك في الشيب لا يرجع وكم فرحة جلبت ترحة ... وكم ضحك بعده مطمع لا تنس في الصحة أيام السقم ... فإن عقبى تارك الحزم الندم أ - وقال تعالى: [من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون (١٥) أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون (١٦)] من سورة هود. ب - وقال تعالى: [المال والبنون زينة الحياة والدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً (٤٦) ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً (٤٧) وعرضوا على ربك صفاً] من سورة الكهف. وقال النسفي [زينة الحياة الدنيا] لا زاد القبر وعدة العقبى وأعمال الخير التي تبقى ثمرتها للإنسان. أو الصلوات الخمس. أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر [خير عند ربك ثواباً] جزاء، لأنه وعد صادق وأكثر الآمال. كاذبة، يعني أن صاحبها يأمل في الدنيا ثواب الله ويصيبه في الآخرة ويوم نسير الجبال في الجو بأن تجعل هباء منثوراً منبثاً، وليس على الأرض ما يسترها من الجبال والأشجار، وحشرنا الموتى فلم نترك غادرة: أي تركه وعرضوا مصطفين ظاهرين. جـ - وقال تعالى: [فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم (٧٩)] من سورة القصص. خرج قارون على بغلة شهباء عليه الأرجوان وعليها سرج من ذهب ومعه أربعة آلاف على زيه. قيل كانوا مسلمين وإنما تمنوا على سبيل الرغبة في اليسار كعادة البشر. ولكن الصالحين يأبون أن يتشبهوا بالفساق قال تعالى: [وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقاها إلا الصابرون (٨٠)] من سورة القصص. [ويلكم] دعاء بالهلكة ثم استعمل في الردع والزجر والبعث على ترك ما لا يرضي. وأن شاهدنا أن العلماء عرفوا الثواب الباقي للطاعات فطلقوا الدنيا وهانت عليهم فتفانوا في العمل الصالح واقتدوا بالمثل الأعلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم [حصير يحجره].