للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قالَ: الْفُقَرَاءُ المُهَاجِرُونَ (١) الَّذِينَ تُسَدُّ (٢) بِهِمُ الثُّغُورُ، وَتُتقَى بِهِم (٣) المَكَارِهُ، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ في صَدْرِهِ لاَ يَسْتَطِعُ لها قَضَاءً، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ يَشَاءُ مِن مَلائِكَتِه: ائْتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ، فَتَقُولُ الملائِكَةُ: رَبَّنَا نَحْنُ سُكَّانُ سَمَائِكَ وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، أَفَتَأْمُرُنُا أَنْ نَأْتِيَ هؤُلاءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ؟ قالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا عِبَاداً يَعْبُدُونِي، وَلاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً، وَتُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُورُ، وَتُتَّقَى بِهِمُ المكَارِهُ، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ في صَدْرِهِ (٤) لاَ يَسْتَطِيعُ لها قَضَاءً (٥). قالَ: فَتَأْتِيهِمُ الملائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ (٦)

بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (٧) رواه أحمد والبزار، ورواتهما ثقات، وابن حبان في صحيحه.

أول الناس وروداً على الحوض فقراء المهاجرين

١٠ - وَعَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: إِنَّ حَوْضِي (٨) مَا بَيْنَ عَدَن (٩) إِلى عَمَّانَ أَكْوَابُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ الثَّلْج وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَكْثَرُ النَّاسِ وُرُوداً عَلَيْهِ فُقَرَاءُ المُهَاجِرِينَ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ


(١) الذين تركوا وطنهم وعاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، أو فارقوا أوطانهم، وذهبوا إلى بلاد الإسلام وطاعة الله موفورة.
(٢) تسد كذا ط وع ص ٣٢٠ - ٢ وفي ن د: يسد بالياء: أي يكونون عرضة لصد هجمات الأعداء، وحصوناً قوية منيعة لرد الخصوم الكفار الفجار، وفي النهاية: الثغر: الموضع الذي يكون حداً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفار؛ وهو موضع المخافة من أطراف البلاد.
(٣) يكونون سبباً لإبعاد المخاوف، وهم قواد مهرة يعتمد عليهم في إزالة الكروب.
(٤) أي فقراء لهم مطالب، ولا يشكون إلا الله.
(٥) أداء.
(٦) بشارة بدوام السلامة كما قال تعالى: [جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب (٢٣) سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار (٢٤)] من سورة الرعد.
أي هذا الثواب بسبب صبركم على الشهوات، أو على أمر الله، أو بسلام: أي نسلم عليكم ونكرمكم بصبركم، والأول أوجه أهـ نسفي.
(٧) أي أمدح هذه النتيجة التي أوصلتكم إلى الجنات، نعم كلمة مدح وثناء، وعقبى بمعنى عاقبة وثمرة مجناة كما قال تعالى: [والعاقبة للتقوى].
(٨) قال عنه علماء التوحيد: هو جسم مخصوص كبير متسع الجوانب ترده أمته صلى الله عليه وسلم حين خروجهم من قبورهم عطاشاً يكون على الأرض المبدلة البيضاء كالفضة، من شرب منه لا يظمأ أبدا، وهو حق ويفسق من أنكره.
(٩) بين هذين البلدين كناية عن أنه واسع المدى عذب المذاق كبير جداً. وعمان كشداد بلد بالشام كذا القاموس ون ع، وعمان كغراب بلد باليمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>