للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَيَّ الْبَقَر (١) بلِسَانِهَا الْمَرْعَى كَذَلِكَ يَلْوِي اللهُ (٢) عَزَّ وَجَلَّ أَلْسِنَتَهُمْ وَوُجُوهَهُمْ في النَّارِ. رواه الطبراني بأسانيد أحدها صحيح.

لو تعلمون ما ادّخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم

٤٢ - وَعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم يَخْرُجُ إِلَيْنَا في الصُّفَّةِ، وَعَلَيْنَا الْحَوْتَكِيَّةُ، فَقَالَ: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا ادُّخِرَ (٣) لَكُمْ مَا حَزِنْتُمْ عَلَى مَا زَوِيَ (٤) عَنْكُمْ، وَلَتُفَتَّحَنَّ عَلَيْكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ (٥). رواه أحمد بإسناد لا بأس به.

[الحوتكية] بحاء مهملة مفتوحة ثم واو ساكنة ثم تاء مثناة فوق، قيل: هي عمة يتعممها الأعراب يسمونها بهذا الاسم، وقيل: هو مضاف إلى رجل يسمى حوتكا كان يتعممها، والحوتك: القصير، وقيل: هي خميصة منسوبة إليه وإلى القصر، وهذا أظهر، والله أعلم.

٤٣ - وَعَنْ فُضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: اللَّهُمَّ مَنْ آمَنَ بِكَ (٦)، وَشَهِدَ أَنِّي رَسُولُكَ، فحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ، وَسَهِّلْ عَلَيْهِ قَضَاءَكَ، وَأَقْلِلْ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا (٧)،

وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِكَ، وَيَشْهَدْ أَنِّي رَسُولُكَ، فَلاَ تُحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ، وَلاَ تُسَهِّلْ عَلَيْهِ قَضَاءَكَ، وَكَثِّرْ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا. رواه ابن أبي الدنيا


= [لياً بألسنتهم]، ويقال فلان لا يلوي على أحد إذا أمعن في الهزيمة، قال تعالى: [إذ تصعدون ولا تلوون على أحد] أهـ غريب.
(١) ميلان الماشية بلسانها لتأكل في المرعى.
(٢) يميلها فيقعون في جهنم. لماذا؟ لتجبرهم وتكبرهم وارتفاع صوته أمام حضرة النبي صلى الله عليه وسلم أو أمام العلماء الفضلاء والسادة الأتقياء ويتطاولون على الناس باللسان البذيء والقول الدنيء تعاجباً وتظاهراً ورياء كما تمد البقر ألسنتها إلى الكلأ.
(٣) ما ادخر: أي الذي كنز وعد ذخيرة لكم عند الله جل وعلا.
(٤) أي خفي.
(٥) أي والله ليفتح الله لكم بلاد فارس والروم فتدخلونها ظافرين وتحكمون أهلها فرحين مستبشرين، وتفوزون بثمراتها وتسعدون بخيراتها، والمعنى أبشروا فالله سيكثر لكم الفتوح وتكونون سادة قادة.
(٦) صدق بوجودك واعترف برسالتي فأعنه على طاعتك ليشتاق إلى مناجاتك ويرضى بأفعالك، ويقنع ويصبر ويحلم ويسعد.
(٧) اجعل رزقه قليلاً ليتيسر له العكوف على عبادتك ولتبعد عنه مشاغل الدنيا ولهوها ولعبها وزينتها. دعاء مستجاب للمؤمن التقي:
أ - الطاعة.
ب - الرضا.
جـ - الكفاف. وللفاجر الشقي:
أ - عدم الخوف من الله تعالى.
ب - السخط والتبرم من الحوادث.
جـ - جشعه على ملذات الدنيا وجمع المال بلا أعمال صالحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>