إن الله تعالى يتجلى برحماته وإحسانه على المصلين في المسجد، ويريد منهم الخشوع، وحصر الفكر في العبادة ونهى المسلمين عن وجود الشغب، والشقاق ورفع الصوت حتى في العبادة، فما بالك بحركة كالبيع والشراء؟ إذن يكون سوقا لا مسجداً، ونهى أيضاً عن تعريف الضالة في المسجد. فاحذر أخى أن تكثر من اللغو، أو تعطل مصلياً، أو تزعج عابدا رجاء الفوز إن شاء الله تعالى. (٢) دعا صلى الله عليه وسلم على ذلك الذى رفع صوته في المسجد، وطلب منهم التعريف به ألا يجده، وأخبره أن المساجد لغير هذا، إنما هى للعبادة، وللذكر، وللقراءة، وهكذا. (٣) نشد الضالة: طلبها، وأنشدها: عرفها. (٤) زجره. (٥) الاحتباء: هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما مع ظهره ويشده عليها، وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب، وإنما نهى صلى الله عليه وسلم عن الاحتباء لأنه إذا لم يكن عليه إلا ثوب واحد ربما تحرك أو زال الثوب فتبدوا عورته، ومنه الحديث: أنه نهى عن الحبوة يوم الجمعة، والإمامة يخطب لأن الاحتباء يجلب النوم، فلايسمع الخطبة ويعرض طهارته للانتقاض أهـ نهاية ص ١٩٩. هذا الرجل جالس ورافع ركبتيه ومشبك أصابعه، وتلك جلسة الكسالى الغافلين عن الله الذين يلهيهم الشيطان عن ذكره سبحانه وتعالى.