(٢) الذي لم يرسل الناقة. دعا عليه صلى الله عليه وسلم بكثرة ماله ليشغله. وليكثر سؤاله عنه يوم القيامة وليثقل حسابه. لماذا؟ لأنه طماع جشع فالدعاء من جنس آماله. صلى الله عليك يا رسول الله. لا يرسل المسؤول الناقة فتطلب له زيادة النعم ووفرة الخيرات وكثرة الدنيا ثم تتكرم بالدعاء للموفق المحسن الصالح بقربه منك ودنو منزلته بجوارك وابتعاد مشاغل الدنيا عنه وإعطائه الرزق يوماً بيوم. أي الفلاسفة؟ أين علماء التربية لأدلهم على معنى السعادة التي ينشدونها في مقالاتهم: هي الصحة ورزق يوم بيوم والتوفيق لعبادة الله وحده كما كافأ سيدنا رسول الله مسدي إليه المعروف بشموله برضوان الله والتقلل من الدنيا، وبذا يجني ثمرات صبره يوم القيامة ويبدل الله عسره يسراً وفقره غنى كما قال تعالى: [وإن للمتقين حسن مآب (٤٩) جنات عدن مفتحة لهم الأبواب (٥٠) متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب (٥١) وعندهم قاصرات الطرف أتراب (٥٢) هذا ما توعدون ليوم الحساب (٥٣) إن هذا لرزقنا ما له من نفاد (٥٤) هذا وإن للطاغين لشر مآب (٥٥) جهنم يصلونها فبئس المهاد (٥٦) هذا فليذوقوه حميم وغساق (٥٧) وآخر من شكله أزواج (٥٨) هذا فوج مقتحم معكم لا مرحباً بهم إنهم صالوا النار (٥٩)] من سورة ص. [مآب] مرجع [قاصرات] لا ينظرن إلى غير أزواجهن [أتراب] لدات لهم، فإن التحاب بين الأقران أثبت أو بعضهن لبضع لا عجوز فيهم ولا صبية [نفاد] انقطاع [المهاد] الممهد المفترش، مستعار من فراش النائم والمخصوص بالذم جهنم [غساق] صديد أهل النار [أزواج] أصناف جمة من العذاب [فوج] حكاية. ما يقال للرؤساء الطاغين إذا دخلوا النار واقتحمها معهم فوج: أي جماعة تتبعهم في الضلال، والاقتحام ركوب الشدة والدخول فيها. إن شاهدنا المقلون في الجنة والمكثرون في النار إن لم يعملوا بالكتاب والسنة، لأنهم صرفوا أموالهم في شهواتهم الفانية ولم يدخروا لآخرتهم كما صبر الفقراء الصالحون. (٣) أي بقدر ما يمسك الرمق من المطعم أهـ نهاية. سيدنا رسول الله يضرب المثل الأعلى للصالحين الراضين أن يتكرم الله عليه وعلى آل بيته بالرزق الضروري الذي يطرد الجوع فقط، وكذا كل من اتبع سنته إلى يوم القيامة رجاء ادخار الثواب في آخرته. (٤) إذا أطلع الله الإنسان على ما أعده من النعيم للفقراء في الدنيا تمنى لو كان فقيراً ليحظى بهذا النعيم. =