للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٦ - وَرُوِيَ عَنْ أَنَسٍ يَرْفَعُهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: هَلْ مِنْ أَحَدٍ يَمْشِيْ عَلَى الماءِ إِلاَّ ابْتَلَّتْ قَدَمَاهُ؟ قالُوا: لاَ يَا رَسُولَ اللهِ. قالَ: كَذَلِكَ صَاحِبُ الدُّنْيَا لاَ يَسْلَمُ مِنَ الذُّنُوبِ (١). رواه البيهقي في كتاب الزهد.

٥٧ - وَعَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَقُولُ: إِنّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً (٢)،

وَفِتْنَةُ أُمَّتِي المالُ (٣). رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح الإسناد.

٥٨ - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لاَ دَارَ لَهُ، وَلَهَا يَجْمَعُ مَنْ لاَ عَقْلَ لَهُ (٤). رواه أحمد والبيهقي.

وزاد: وَمَالُ مَنْ لاَ مَالَ لَهُ. وإسنادهما جيد.

٥٩ - وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَنِ انْقَطَعَ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَفَاهُ اللهُ كُلَّ مُؤْنَةٍ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسبُ


(١) من يحب الدنيا لا يخلو من عيوب، ففيه الترغيب في الزهد في زخارف الدنيا رجاء تنقية صحيفته وكسب الحسنات:
ولي نفس مقام الذل تأبى ... ولو رفعت على السبع الشداد
ترى رفض اللئيم أجل فرضا ... وخفر ذمامه خير اعتقاد
علام تضيق بي أعطان قومي ... وأرض الله واسعة المهاد
ومن طلب المفاخر والمعالي ... يهيم بحبها في كل واد
فإن ير وصلها سهر الليالي ... وجافى جفنه سنة الرقاد
(٢) ما يحصل عنه العذاب كما قال تعالى:
أ -[ألا في الفتنة سقطوا].
ب -[ونبلوكم بالشر والخير فتنة].
جـ -[واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة].
د -[واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة] اعتبار بما ينال الإنسان من الاختبار بهم.
هـ -[والفتنة أشد من القتل] إيقاع العداوة وإشعال نار الخصام والحروب.
و- بإن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق (١٠)] من سورة البروج.
أي بلوهم بالأذى لهم جهنم بكفرهم والعذاب الزائد في الإحراق بفتنتهم، وقيل المراد بالذين فتنوا أصحاب الأخدود وبعذاب الحريق ما روي أن النار انقلبت عليهم فأحرقتهم أهـ بيضاوي.
(٣) حب المال يجر إلى كل معصية.
(٤) لجهله ولغباوته اختار الركون إلى الدنيا ولم يعمل صالحاً لآخرته الباقية.

<<  <  ج: ص:  >  >>