للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خصالٌ لا ينبغين (١) في المسجد: لا يُتخذُ طريقاً (٢)، ولا يشهر فيه سلاح (٣)، ولا ينبض فيه بقوسٍ (٤)، ولا يُنثر (٥) فيه نبلٌ، ولا يُمرُّ فيه بلحمٍ نيءٍ، ولا يُضربُ فيه (٦) حدُّ، ولا يُقتصُّ فيه من أحدٍ، ولا يُتخذُ سوقاً (٧). رواه ابن ماجه وروى منه الطبراني في الكبير: ولا تتخذوا المساجد طُرُقاً إلا لذكرٍ، أو صلاةٍ. وإسناد الطبراني لا بأس به.

(قوله ولا ينبض فيه بقوس) يقال: أنبض القوس بالضاد المعجمة إذا حرّك وترها لترنّ (نيء): بكسر النون، وهمزة بعد الياء ممدودا: هو الذى لم يطبخ، وقيل لم ينضج.

النهى عن فعل أشياء في المسجد

٢٢ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أبو بدرٍ أراه رفعهُ إلى النبى صلى الله عليه وسلم قال: إن الحصاة تناشدُ (٨) الذى يُخرجها من المسجد. رواه أبو داود بإسناد جيد، وقد سئل الدارقطنى عن هذا الحديث فذكر أنه روى موقوفا على أبى هريرة، وقال: رفعه وهم من أبى بدر، والله أعلم.

٢٣ - وعن عبد الله، يعنى ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيكون في آخر الزمان قومٌ يكون حديثهم (٩) في مساجدهم، ليس لله فيهم حاجة. رواه ابن حبان في صحيحه.


(١) لا يصح أن توجد.
(٢) لا يكون المسجد ممراً أو ممشى.
(٣) لا يخرج السيف من مده للمبارزة والقتال.
(٤) في نسخة: ولا ينبض فيه قوس.
(٥) في نسخة: ولا ينشر. النبل: السهام العربية: بمعنى أن المساجد لا يتراشق فيها بالسهام، ولا يرمى فيها بالحجارة.
(٦) بمعنى أن المساجد ليست أمكنة للإمام يجلد فيها، أو يعاقب، أو يتخذها محكمة للقضاء، ولا يكون فيها اقتصاص، أوانتقام، أو نزاع، او يسود فيها جدل وشقاق.
(٧) لا تكون أمكنة للتجارة، والصناعة، والمبادلة، والبيع والشراء، واعلم أن المسجد المفروش بالحصر أو الرخام أو البلاط إذا أراد المصلى أن يبزق فليبزق في طرف ردائه، ويحكها إن أكره على البزق خشية استقذار المسجد إن بزق فيه، وكثرة الذباب الذى يجتمع على البزاق فيشوش على من في المسجد، ويتغذى بها الخشاش، وتمتنع ملائكة الرحمة من رائحة القذارة، هذا إلى خشية أن يخرج مع البصاق شئ من الدم، وهو نجس أو غيره من قيح، وصديد ممن به مرض، والمسجد من رعية الإمام يحتاج أن يتفقده، فما كان فيه على منهاج السلف الصالح الماضين أبقاه، وما كان من غير ذلك أزاله برفق وتلطف إن قدر على ذلك، كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم.
(٨) تطالب، يقال ناشدتك الله وبالله أي سألتك وأقسمت عليك. وكل شئ مضر مؤذ يدعو المصلى أن يخرجه.
(٩) في مشاغل الدنيا، ومتاعبها، وكدها، ويتسلط عليهم الشيطان بالغيبة، والنميمة، والقيل والقال، وإنهم هجروا العبادة، ونسوا الله فنسيهم: ولم يعطهم الله ثواب الانتظار في المسجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>