للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا مِنْ مُؤْمِن يَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ، وَإِنْ كَانَ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، ثُمَّ تُصِبُ شَيْئاً مِنْ حَرِّ وَجْهِهِ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ. رواه ابن ماجة والبيهقي والأصبهاني، وإسناد ابن ماجة مقارب.

١٤ - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم: لَيْسَ شَيءٌ أَحَبُّ إِلى اللهِ مِنْ قَطْرَتَيْنِ وَأَثَرَيْنِ: قَطْرَةُ دُمُوعٍ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَقَطْرَةُ دَمٍ تُهْرَاقُ (١) فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَمَّا الأَثَرَانِ فَأَثَرٌ في سَبِيلِ اللهِ (٢)، وَأَثَرٌ في فَرِيضَةٍ (٣) مِنْ فَرَائِضِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

١٥ - وَعَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَا اغْرَوْرَقَتْ عَيْنٌ بِمَائِهَا إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ سَائِرَ ذَلِكَ الْجَسَدِ عَلَى النَّارِ، وَلاَ سَالَتْ قَطْرَةٌ عَلَى خَدِّهَا فَيْرْهَقَ (٤) ذلِكَ الْوَجْهَ قَتَرٌ (٥) وَلاَ ذِلَّةٌ، وَلَوْ أَنّ بَاكِياً بَكَى في أُمَّةٍ مِنْ الأُمَمِ رُحِمُوا وَمَا مِنْ شَيءٍ إِلاّ لَهُ مِقْدَارٌ وَمِيزانٌ إِلاَّ الدَّمْعَةَ، فَإِنَّهُ تُطْفَأُ بِهَا بِحَارٌ مِنْ نَارٍ (٦). رواه البيهقي هكذا مرسلاً، وفيه راوٍ لم يسمّ، وروى عن الحسن البصري، وأبي عمران الجونيّ، وخالد بن معدان غير مرفوع وهو أشبه.

١٦ - وَعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قالَ: جَلَسْنَا إِلى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا في الْحِجْرِ فَقَالَ: ابْكُوا (٧)، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا بُكاءً فَتَبَاكَوْا، لَوْ تَعْلَمُوا الْعِلْم (٨) لَصَلَّى أَحَدُكُمْ حَتَّى يَنْكَسِر ظَهْرُهُ، وَلَبَكَى حَتَّى يَنْقَطِعَ صَوْتُهُ. رواه الحاكم مرفوعاً وقال: صحيح على شرطيهما.


(١) تراق وتسيل في ميدان الحرب لنصر دينه والذب عنه والدفاع عن بيضة الإسلام وقتال الكفار الأعداء.
(٢) جهاد وعمل صالح مخلد باق حباً في ثواب الله.
(٣) أي علامات مشيه في الأرض لأداء الصلاة جماعة في مسجد كما قال تعالى [ونكتب ما قدموا وآثارهم] ففيه الترغيب في كثرة الخطأ إلى الصلاة.
(٤) يغطيه بشدة.
(٥) دخان صاعد ساطع من الشواء والعدو كما قال تعالى [ترهقها فترة] نحو غبرة شبه دخان يغشى الوجه من الكذب ويسلم منه الباكي في حياته على تقصيره نحو ربه فيجد في نيل الصالحات ويطيع الله جل جلاله.
(٦) قد تكون الدمعة الواحدة سبب إطفاء بحار من نار.
(٧) تندموا واملؤوا قلوبكم خشية منه جل وعلا وخوفاً من حساب الآخرة، وكلفوا أنفسكم البكاء قسراً وكراهة وكرهاً.
(٨) شدة عذاب يوم القيامة لأكثر من الصلاة ولخشع وتأنى وبكى بنحيب وتأثر وخشع.

<<  <  ج: ص:  >  >>