يأمر صلى الله عليه وسلم أن يتذكر المسلمون الموت دائماً، فكل نفس ذائقته ليقل الطمع والشره على جمع الدنيا ولتؤدى الحقوق كاملة تامة وليكثر الإنسان من الأعمال الصالحة ادخاراً لثواب الله، وليقصر الأمل في اتساع الثروة وتشييد القصور، وهكذا من الأشياء التي تجلب الغفلة عن الله تعالى. (٢) شتته وفرقه. أين من بنى وشيد؟ أين أصحاب الضيعات الواسعة والقصور الشاهقة؟ (٣) الكتب المنزلة على سيدنا موسى تتعجب: أ - من ابن آدم يسر ومآله الفناء. ب - يبتسم ويلهو ويلعب وأمامه نار حامية. جـ - الأفعال لله بقضائه وقدره ومشيئته والأرزاق مساقة لأصحابها، ومع ذلك يتعب الإنسان ويكد في حياته. ويجاهد ويجالد ولن يناله إلا ما قسم له. د - الدنيا غدارة فتانة أحوالها غير ثابتة ويركن الإنسان إليها. هـ - يجمع الله الخلائق يوم القيامة، وكل شاة برجلها معلقة، وسيحاسب الله على الصغيرة والكبيرة، ومع ذلك يغفل ابن آدم عن الأعمال الصالحة، ولا يستعد لهذه الأهوال، قال تعالى: [هأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا (١٠٩) ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً (١١٠) ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليماً حكيماً (١١١) ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً (١١٢)] من سورة النساء. أي الدنيا ميدان جهاد يظهر فيها المدافع المحامي، ولكن تخرس الألسنة يوم القيامة ولا مدرء يحميهم من =