للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعاء: أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها

٣٢ - وروى عن أبي سعيدٍ الخدرى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خرج من بيته إلى الصلاةِ، فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاى هذا، فإنى لم أخرج أشراً، ولا بطراً، ولا رياءً، ولا سُمعةً، وخرجت اتقاء (١) سخطك وابتغاء (٢) مرضاتك، فأسألك أن تُعيذنى (٣) من النار، وأن تغفر لى ذنوبى إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل (٤) الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملكٍ. رواه ابن ماجه.

(قال المملى) رضي الله عنه: ويأتى فيما يقوله إذا خرج المسجد إن شاء الله تعالى.

(قال الهروى): إذا قيل فعل فلان ذلك أشراً وبطراً فالمعنى: أنه لجّ في البطر.

(وقال الجوهرى): الأشر والبطر بمعنى واحد.

٣٣ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها (٥)، وأبغض البلاد إلى الله أسواقُها (٦).

رواه مسلم.

٣٤ - وعن جُبير بن مطعمٍ رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله أىُّ


(١) اجتناب غضبك.
(٢) طلب.
(٣) تجيرنى.
(٤) فتح الله أبواب رحماته وبركاته يطلبون له المغفرة والعفو.
(٥) لأنها مصدر الذكر والخير.
(٦) لما فيها من المنكرات، والفسوق، والكذب، وأهلها يغفلون عن حقوق الله، وفيها الشقاق والبغضاء، والجلبة، والمؤمن يذهب، ويتقى الله فيها ما استطاع، ولا يفوته حق من حقوق مولاه، ويدع الفجور، والختال، والغش؛ واللغو، ولا ينسى ذكر الله بقلبه ولسانه، فالمراد بمحبة الله وبغضه ما يتعلقان بما يقع فيهما، فعليك يا أخى بملازمة بيوت الطاعة، وأساس التقوى، ومحل تنزلات رحمة مولاك، وحذار من مواطنة الغفلة. والشره على جمع المال، والحرص على كسب الحرام، والفتن، والطمع، والخيانة، والأيمان الكاذبة، والأعراض الفانية عسى أن تدرك فوز الله في قوله:
أ - أولا: (وكذلك ننحى المؤمنين) وفي قوله:
ب - (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) وفى قوله:
جـ - ثانياً: (وينجى الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون) وفى قوله: ينادى المؤمنين الذين صدقوا بالله وبرسله، وأيقنوا بصدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وبأن دينه قويم، وشرعه حكيم، واتباعه سعادة، والعمل بقوله سيادة، ومناعة، وحصانة، ونور.
د - (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفر رحيم) يؤتكم الله جل جلاله نصيبين من رحمته لإيمانكم بمحمد صلى الله عليه وسلم والاقتداء بأفعاله، ومنها المحافظة على أداء الوقت في المسجد. هذا إلى إيمانكم بمن قبله، وقيل الخطاب للنصارى الذين كانوا في عصره، إن شاهدنا في الآية (يجعل لكم نوراً تمشون به)، ويؤيد هذا شاهد الأحاديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>