(٢) منعه المرض، كناية عن وجوده في شراك المرض. وفي النهاية ومنه حديث دعاء الجنازة: "اللهم إن فلان ابن فلان في ذمتك وحبل جوارك" من الإجارة والأمان والنصرة، ومنه الحديث "بيننا وبين القوم حبال": أي عهود ومواثيق، وكتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض: أي نور ممدود، يعني نور هداه أهـ. فكأن المرض وصلة بين العبد وربه ومنحة وتطهير ونقية، ودليل محبة من الله جل وعلا، ليرضى المسلمون بحلول الأسقام ولا ينزعجوا ولا يتألموا ولا يئنوا. فالنعمة والمال والصحة وزيادة العلو في الدنيا امتحان للإنسان كما قال تعالى: [وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم] آخر سورة الأنعام. (خلائف) يخلف بعضكم بعضاً، أو خلفاء الله في أرضه تتصرفون فيها، على أن الخطاب عام، أو خلفاء الأمم السالفة على أن الخطاب للمؤمنين أهـ بيضاوي. وقال النسفي: خلائف، لأن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين فأمته قد خلفت سائر الأمم، أو لأن بعضهم يخلف بعضاً أو هم خلفاء الله في أرضه يملكونها ويتصرفون فيها، فوق بعض في الشرف والرزق وغير ذلك ليختبركم فيما أعطاكم من نعمة الجاه والمال، وكيف تشكرون تلك النعمة، وكيف يصنع الشريف بالوضيع، والغني بالفقير والمالك بالمملوك أهـ. أتيت بهذه الآية لأستدل على أن المرض نعمة تطهيرا للسيئات كما قال صلى الله عليه وسلم ولأرجو أن يصير المسلم ليزداد فضل الله عليه فيرحمه ويحسن إليه. (٣) اختبرته بحلول سقم بجسمه. (٤) مصدقاً بوجودي منقاداً لفعلي ومطيعاً ومثنياً علي شاكرا.