(٢) الذى يتولى أمور المسلمين، ويرعى مصالحهم، وينظر فيها يرقيهم، ويرفع شأنهم. فيسير على منهج الحق والعدل، وينتصف للمظلوم من الظالم، ويقيم أوامر الله، ويدعو الناس إلى العمل بكتاب الله، ولم يخش ضعيف من جوره، ولم يطمع قوى في جاهه وسلطانه، والحزم دينه؛ والحق مطلبه. من تقرب إليه نصحه، ومن تباعد عنه وصله، وهكذا يكون سباقا إلى الخير معوانا على البر، ويدخل في كل من ولى شيئاً من أمور المسلمين فعدل فيه: الملك. الوزير. المدير. المأمور العمدة. كل رئيس عمل. إمام حتى رب البيت. (٣) في نسخة: شاب. من الشباب: الحداثة: أي فتى حديث السن امتلأ قوة ونشاطا، وترعرع على تقوى الله ولازم عبادة مولاه من صغره، وأينع ثمره في طاعة الله، وخشى ربه، وراقبه في سره وجهره، لم يرتكب صغيرة أو كبيرة، ولم يمش في دناءة، ولم يخط إلى جهالة، ولم تغلبه شهوته، ولم تخضعه لطاعتها، دافع الهوى والطيش. إنسان كمله الله وجمله ووفقه، وعلى الكتاب أنشأه وأمده؛ وقربك منه عبادة، وجلوسك معه خير مجتنى، وعلم مقتنى، وهو لك ناصح أمين وقدوة حسنة. أخى: ابحث عن هذا وعاشره، واغبطه بما نال. فاللهم غبطاً لاهبطا: أي نسألك الغبطة، ونعوذ بك أن نهبط عن حالنا. (٤) محافظ على الصلاة في أوقاتها في المسجد، ويكثر من الاعتكاف فيها، والتضرع إليه جل وعلا مع إصلاحها وتنظيفها وتعميرها والذب عنها. ويكثر من التردد إلى بيوت الله لأنها مجتمع المسلمين، ومناط وحدتهم والتئام كلمتهم. (٥) رجلان تمكنت بينهما أواصر المحبة الصادقة، والصداقة المتينة الخالصة لله من شوائب النفاق وابتغاء النفع، لا يؤثر فيها غنى، ولا فقر ولا تزيدها الأيام إلا وثوقا وإحكاما، سرهما في طاعة الله وجهرهما في مرضاته ولا يتناجيان في معصية ولا يسران منكرا ولا تسعى أقدامهما إلى فسق أو فجور تجمعهما رابطة الدين وحبه، وتفرقهما الغيرة على الدين والدفاع عن آدابه والذياد عن حرمته. لا لعرض زائل أو متاع من الدنيا قليل. (٦) طلبته سيدة حازت الجمال الرائع ومن اسرة عريقة في المجد صاحبة حسب وجاه قوى وسلطان نافذ الكلمة ومال جم لتغرى ذوى النفوس المريضة والإيمان الضعيف ولكن هذا خاف الله وحده، وضرب بحسنها ومالها عرض الحائط وصدها عن غيها لله وزجرها عما تطلبه منه لله، وذكرها بقوة الله وشدة بطشه ولا يقوى على عصيان الله ولا يطيق عذابه في الآخرة، فأزال غرورها بمنصبها الفانى الضعيف، وحسنها البالى الفتان حياء من الله تعالى. (٧) متصدق ينفق في مشروعات الخير لله. يجتنب المراءاة، ويترك الزلفى والمخادعة؛ ولا يحب ثناءالناس ولا يبتغى جزاء ولا شكورا ويكاد لإخفائه الصدقة ألا تعلم شماله ما تنفق يمينه. كناية عن طلب السر في صرفها ..