للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأقُولُ: يَا رَبِّ هؤُلاءِ مِنْ أَصْحَابِي (١) فيُجِيبُنِي مَلَكٌ فَيَقُولُ: وَهَلْ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ؟

[همل النعم]: ضوالّها، ومعناه أن الناجي قليل كضالة النعم بالنسبة إلى جملتها.

٧٧ - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَصْحَابِهِ: إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ أَنْظُرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُمْ فَوَ اللهِ لَيُقْتَطَعَنَّ دُونِي رِجَالٌ فَلأَقُولَنَّ: أَيْ رَبِّ مِنْ أُمَّتِي (٢)،

فَيَقُولُ: إِنَّكَ لا تَدْرِي


= والأقدام، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس، ويديه ورجليه أهـ ص ٢٠٤.
(١) المتبعين سنتي، وقد قال لي أحد العلماء في ضريح سيدنا الحسين رضي الله عنه لم يثبت في التاريخ، وفي السنة أن أحداً من أصحابه زاغ أو حاد أو غير وبدل، وإنما يعني من جاء بعده من المسلمين الذي لم يعملوا بالكتاب والسنة وأرخوا العنان لعقلهم الفاسد وفكرهم الكاسد فضلوا وأضلوا وحرموا من نور الله ونعيمه ولم يزدهم في الدنيا إلا جهلاً كما قال تعالى [يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون (٧)] من سورة الروم.
(٢) أي من أتباعي ومن المسلمين الذين استضاؤوا بنبراس المسلمين، فيجاب أنهم انحرفوا عن جادة الصواب وأنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة، ولكن لا تعلم ماذا فعل بعدك هؤلاء؟ وفي الغريب رجع على عقبه إذا انثنى راجعاً وانقلب على عقبيه نحو رجع حافرته، قال تعالى:
أ -[ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله] من سورة الأنعام.
ب -[ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين (١٤٤)] من سورة آل عمران.
أي من يرجع إلى الكفر بارتداده، فأنت تجد أن الله تعالى أخبر بوجود طائفة معاصرة له صلى الله عليه وسلم غير ثابتة الإسلام وغير تامة الإيمان وعقيدتها ضعيفة فمالت عن تعاليم الإسلام فطردت من الورود على حوضه صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى [وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين (١٤٤) وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين (١٤٥) وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين (١٤٧) فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين (١٤٨) يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين (١٤٩) بل الله مولاكم وهو خير الناصرين (١٥٠)] من سورة آل عمران.
(ربيون) ربانيون علماء أتقياء أو عابدون لربهم، وقيل جماعات فما فتروا وما ضعفوا عن العدو أو في الدين، وما خضعوا للعدو فآتاهم الله بسبب الاستغفار واللجوء إليه تعالى النصر والغنيمة والعز وحسن الذكر في الدنيا والجنة والنعيم في الآخرة. آخذ من هذه الآية وجود منافقين عاصروا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتظاهروا بالإسلام فهؤلاء هم المطرودون من رحمة الله في الدنيا والآخرة كما قال تعالى: [يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين (١٤٩)] من سورة آل عمران.
قال البيضاوي نزلت في قول المنافقين للمؤمنين عند الهزيمة: ارجعوا إلى دينكم وإخوانكم، ولو كان محمد نبياً لما قتل، وقيل إن تستكينوا لأبي سفيان وأشياعه وتستأمنوهم يردوكم إلى دينكم، وقيل عام في مطاوعة الكفرة والنزول على حكمهم فإنه يستجر إلى موافقتهم [بل الله مولاكم] ناصركم فاستغنوا به عن ولاية غيره: ونصره =

<<  <  ج: ص:  >  >>