للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ: أَنَا فَاعِلٌ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. قُلْتُ: فأَيْنَ أَطْلُبُكَ (١) قالَ: أَوَّل مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصَّرَاطِ. قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصَّرَاطِ قالَ: فاطْلُبْنِي عِنْدَ الْمِيزَانِ. قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ قالَ: فاطْلُبْنِي عِنْدَ الْحَوْضِ، فَإِنِّي لا أُخْطِئُ هذِهِ الثَّلاثَةَ مَوَاطِنَ. رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب، والبيهقي البعث وغيره.

٨٠ - وَرُوِيَ عَنْ أَنَسٍ يَرْفَعُهُ قالَ: مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالمِيْزَانِ فَيُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ فَيُوقَفُ بَيْنَ كَفَّتَيِ الْمِيزَانِ فَإِنْ ثَقُلَ مِيزَانُهُ نَادَى مَلَكٌ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخلائِقَ: سَعِدَ (٢) فُلاَنٌ سَعَادَةً لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَداً، وَإِنْ خَفَّ مِيزَانُهُ نَادَى مَلَكٌ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلائِقَ شَقِيَ (٣) فُلانٌ شَقَاوَةً لاَ يِسْعَدُ بَعْدَهَا أَبداً. رواه البزار والبيهقي.

٨١ - وَعَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: يُوضَعُ الْمِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَوْ دُرِّيَ (٤) فِيهِ السَّموَاتُ وَالأَرْضُ لَوَسِعَتْ، فَتَقُولُ الملائِكَةُ: يَا رَبِّ لِمَنْ يَزِنُ (٥) هذَا؟ فَيَقُولُ اللهُ لِمَنْ شِئْتُ (٦) مِنْ خَلْقِي، فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَكَ (٧) مَا عَبدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ. رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.

٨٢ - وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: يُوضَعُ الصِّرَاطُ (٨) عَلَى سَوَاءِ جَهَنَّمَ مِثْلَ حَدِّ السَّيفِ الْمُرْهَفِ (٩) مَدْحَضَةٌ (١٠) مَزَلَّةٌ (١١) عَلَيْهِ كَلالِيبُ (١٢)


(١) في أي مكان أجدك؟ أرشده صلى الله عليه وسلم إلى ثلاثة. عند الصراط أو الميزان أو الحوض.
(٢) فاز ونجا.
(٣) خسر وهوى في النار. لماذا؟ لأن الله تعالى وزن أعماله في الدنيا فرجحت سيئاته وثقلت خطاياه فعمت بلواه وندم ولا ينفع الندم.
(٤) فلو دري فيه السموات والأرض لوسعت كذا ع ص ٤٤٨ - ٢ وفي ن ط: لو وزن فيه السموات والأرض لوضعت وكذا د.
(٥) تسأل الملائكة ربها لمن يزن أعماله هذا؟
(٦) لمن أردت حسابه.
(٧) تنزيهاً لك وثناء عليك فإنا لم نوف حقك من الطاعة مع أنهم ليل نهار في عبادة كما قال تعالى: [لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (٦)] من سورة التحريم.
فأين أنت يا ابن آدم؟ وأمامك حساب الله الدقيق، وقد غمرك بنعمه فأطعه واتقه واخشه.
(٨) جسر ممدود على متن جهنم يرده الأولون والآخرون حتى الكفار أرق من الشعرة وأحد من السيف وأوله في الموقف وآخره على باب الجنة وطوله مسيرة ثلاثة آلاف سنة: ألف منها صعود وألف منها هبوط وألف منها استواء كذا قال مجاهد والضحاك أهـ من النهج السعيد ص ١٦٩.
(٩) الحاد الدقيق، يقال رهفت السيف وأرهفته فهو مرهوف ومرهف: أي رققت حواشيه.
(١٠) مزلقة دحضت زلقة والدحض الزلق، ومنه "إن دون جسر جهنم طريقاً ذا دحض" أهـ نهاية.
(١١) داعية إلى السقوط.
(١٢) خطاطيف من حديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>