للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَبِيْكُمْ بَعْدَ أَبِيكُمْ إِلى نُوحٍ [إِنَّ اللهَ اصْطَفَى (١) آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ] فَيَنْطَلِقُونَ إِلى نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلى رَبِّكَ فَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللهُ، واسْتَجَابَ لَكَ في دُعَائِكَ [فَلَمْ يَدَعْ (٢) عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارا] فَيَقُولُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، فانْطَلِقُوا إِلى إِبْرَاهِيمَ فَإِنَّ اللهَ اتَّخَذَهُ خَلِيلاً (٣)

فَيَنْطَلِقُونَ إِلى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَيَقُولُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، فانْطَلِقُوا إِلى مُوسَى فَإِنَّ اللهَ كَلَّمَهُ تَكْلِيماً (٤)، فَيَنْطَلِقُونَ إِلى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، فَيقُولُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَإِنَّهُ كَانَ يُبْرِئُ (٥) الأَكْمَهَ والأَبْرَصَ وَيُحْيِي الْمَوْتَى، فَيَقُولُ عِيسَى: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ (٦) فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، انْطَلِقُوا إِلى مُحَمَّدٍ فَلْيَشْفَعَ لَكُمْ إِلى رَبِّكُمْ قالَ: فَيَنْطَلِقُونَ إِلَيَّ، وَآتِي جَبْرِيلَ، فَيَأْتِي جَبْرِيلُ رَبَّهُ فَيَقُولُ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بالْجَنَّةِ قالَ: فَيَنْطَلِقُ بِهِ جَبْرِيلُ فيَخِرُّ سَاجِداً قَدْرَ جُمُعَةٍ (٧)، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ (٨) وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَإِذَا نَظَرَ إِلى رَبِّهِ خَرَّ


(١) اختار بالرسائل والخصائص الروحانية والجسمانية، ولذلك قووا على ما لم يقو عليه غيرهم لما أوجب طاعة الرسول، وبين أنها الجالبة لمحبة الله تعالى عقب ذلك ببيان مناقبهم تحريضاً عليها وبه استدل على فضلهم على الملائكة. وآل إبراهيم إسماعيل وإسحق وأولادهما، وقد دخل فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وآل عمران موسى وهارون ابنا عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب، أو عيسى وأمه مريم بنت عمران [ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم (٣٤)] من سورة آل عمران.
(٢) فلم يترك أحداً كما حكى الله تعالى في قوله عز شأنه [وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا (٢٦) إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفارا (٢٧) رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا (٢٨)] من سورة نوح عليه السلام.
(ديارا: أحدا) قال ذلك لما جربهم واستقرى أحوالهم ألف سنة إلا خمسين فعرف شيمهم وطباعهم. (بيتي) منزلي أو مسجدي وسفينتي. (تبارا) هلاكاً.
(٣) إبراهيم مفتقر إلى ربه سبحانه في كل حال الافتقار المعني بقوله تعالى على لسان موسى عليه السلام [رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير (٢٤)] من سورة القصص.
وعلى هذا الوجه قيل اللهم أغنني بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك. وقيل من الخلة واستعمالها فيه كاستعمال المحبة فيه والثناء.
(٤) تجلى عليه وأسمعه كلامه كما قال تعالى: [وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً] من سورة الشورى.
(٥) ينير بصر الأعمى ويشفي من عنده بياض في الجلد كهيئة نقط وبقع، ويعطي الحياة لمن فارقته روحه.
(٦) سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
(٧) مقدار أسبوع.
(٨) يسمع كذا ع ص ٤٥٤ - ٢، وفي ن ط: تسمع أي يسمع الله نداءك.

<<  <  ج: ص:  >  >>