للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ (١) ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بهِ عِبَادَهُ (٢) يَا عِبَادِ فاتَّقُونِ (٣)، وذلك قوله: [لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ (٤) وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ (٥)]

قالَ: فَمَا يَرَى أَنَّ في النَّارِ أَحَداً غَيْرَهُ. رواه البيهقي بإِسناد حسن موقوفاً، ورواه أيضاً بنحوه من حديث ابن مسعود بإِسناد منقطع.


(١) أطباق من النار، وهي ظلل للآخرين.
(٢) ذلك العذاب هو الذي يخوفهم به ليجتنبوا ما يوقعهم فيه.
(٣) فاجتنبوا معصيتي ولا تتعرضوا لما يوجب سخطي، قال تعالى: [قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين وأمرت لأن أكون أول المسلمين قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل الله أعبد مخلصاً له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخسارين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار؟ لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد (٢٠)] من سورة الزمر.
(٤) أنين وتنفس شديد.
(٥) من الهول وشدة العذاب، وقيل لا يسمعون ما يسرهم أهـ بيضاوي.
قال تعالى: [إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون (٩٨) لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون (١٠٣)] من سورة الأنبياء.
(الحسنى) الخصلة المفضلة في الحسن تأنيث الأحسن، وهي السعادة أو البشرى بالثواب أو التوفيق للطاعة: نزلت جواباً لقول ابن الزبعرى عند تلاوته عليه الصلاة والسلام على صناديد قريش [إنكم وما تعبدون من دون الله] إلى قوله (خالدون) أليس اليهود عبدوا عزيراً والنصارى المسيح وبنو مليح الملائكة (أولئك) أي عزير والمسيح والملائكة (عنها) أي عن جهنم مبعدون لأنهم لم يرضوا بعبادتهم. وقيل المراد بقوله [إن الذين سبقت لهم منا الحسنى] أي جميع المؤمنين لما روي أن علياً رضي الله عنه قرأ هذه الآية ثم قال أنا منهم وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف. وقال الجنيد رحمه الله سبقت لهم منا العناية في البداية فظهرت لهم الولاية في النهاية حسيسها صوتها الذي يحس وحركة تلهبها، لهم النعيم ويأمنون عند النفخة الثانية وتستقبلهم ملائكة الرحمة مهنئين مستبشرين على أبواب الجنة.
اللهم إني قد قرأت باب النار وأوصافها فخفت على نفسي كثيراً لتقصيري عن تحصيل المحامد وصالح الأعمال ولكن لي فيك رجاء أن تبعدها عني وعن كل من استضاء بهدي رسولك تكرماً فنأمل أن تقبلنا وتسبل علينا ستر المغفرة إنك رؤوف عفو كريم رحيم.
آيات صفة النار وما أعده الله للمجرمين
أ - قال تعالى: [يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (٦)] من سورة التحريم.
ب - وقال تعالى: [إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا من سقر (٤٨)] من سورة القمر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>