(٢) المراد - والله أعلم - أن تكثر من الصلاة، وتتذلل إلى المولى، عسى أن يجيب طلبك ويقيك شر النار. (فأعنى على نفسك) هذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لربيعة بن كعب رضي الله عنه. تأمل فيه أيها المسلم وافقه معناه، وترو في مغزاه: خادم أحسن إلى سيده في خدمته، والمخدوم مثال الأدب وعنوان الكمال وخير من يكافئ ويجازى، فيقول صلى الله عليه وسلم: (سلنى فأعطيك) فطلب الخادم دعوة صالحة فوزاً بالجنة ونجاة من النار. لماذا؟ لأنه كما قال: (علمت أن الدنيا منقطعة فانية، وأنت من الله بالمكان الذى أنت منه) شهادة طيبة ورجاء مجاب وإخلاص في المحبة، ولكن السيد المجتبى أرشده إلى العناية في إتمام صلاته والزيادة فيها، والتغالى في حسن أدائها لأن فيها سجودا وخشوعا لله، وذلك آداب إجابة الدعاء. ماذا تنتظر ياتارك الصلاة؟ ألا تستحى أن تطلب من ربك شيئا وأنت مخالف أوامره وكتاب الله يتكرر فيه: (أقيموا الصلاة)؟.انظر إلى نعم الله عليك: صحة، عينان، اذنان، رأس مفكر، عقل حركة، خيرات، وهكذا: فماذا أعددت لشكر الله وحمده، والثناء عليه. قال الشاعر: تعصى الإله وأنت تظهر حبه ... هذا لعمرى في القياس شنيع لو كان حبك صادقاً لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع