للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها سيئةً، ولقد رأيتنا، وما يتخلف عنها (١) إلا مُنافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يُؤتى به يُهادى (٢) بين الرجلين يُقام في الصف.

وفي رواية: لقد رأيتنا، وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد عُلم نفاقه (٣)

أو مريضٌ، إن كان الرجل ليمشى بين رجلين حتى يأتى الصلاة، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سُنن الهدى، وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذى يُؤذن فيه. رواه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

(قوله يهادى بين الرجلين): يعنى يرفد من جانبه ويؤخذ بعضده يمشى به إلى المسجد.

٤ - وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل صلاة الرجل في الجماعة على صلاته وحده بضع وعشرون درجةً.

وفي رواية: كُلها مثل صلاته في بيته. رواه أحمد بإسناد حسن، وأبو يعلى والبزار والطبراني، وابن خزيمة في صحيحه بنحوه.


(١) في نسخة: عن الصلاة، والمنافق: الكذاب المذبذب الذى لا يخشى الله ولا يرعى الحق، وليس له ضمير يحاسبه أو يؤنبه، ولا يزجر نفسه عن غيرها، ويتقى ضرر الناس، ولا يتقى عقاب الله، وهو المرائى المحتال النصاب.
(٢) من شدة ضعفه يتساند على اثنين ويتحمل تعب الذهاب إلى المسجد حباً في ثواب الله.
(٣) خروجه عن الشريعة من باب ودخوله فيها من باب، وعلى ذلك قوله تعالى: (إن المنافقين هم الفاسقون) والنفق: الطريق النافذ، والسرب في الأرض النافذ فيه، ومنه النفاق، وقد جعل الله المنافقين شرا من الكافرين فقال تعالى: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً، إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجراً عظيماً) ١٤٧ من سورة النساء. لعلك فهمت يا أخى أن ترك الصلاة نفاق مع الله الذى لا تخفى عليه خافية، لأن المجرم الفاسق يحمد الله على نعمائه، ويشكره على رخائه، ويتحدث بخيرات الله عليه، ولكنه عاص لا يؤدى ما أمره الله.
اقرأ سيرة ساداتنا الأنبياء والمرسلين، والأولياء الصالحين تعرف مقدار تقربهم إلى ربهم بالطاعة، والصلاة عنوانها، وقارن بين أبناء هذا العصر سنة ١٣٥٢ هـ تجد قوما مسلمين ولا يصلون، وأخشى أن أولئك قد يصدق عليهم قوله تعالى: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) أي عقب الصالحين وجاء بعد المتقين عقب سوء تركوا الصلاة، أو أخروها عن وقتها ومالوا إلى الشهوات ولبوا داعى الشيطان فشربوا الخمر وهتكوا العروض وفعلوا القبائح وانهمكوا في المعاصى وحرموا من ضمان الله، وأوعدهم ربهم شرا وأتعدهم ضررا:
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغى لائما
والآية تشمل الكفرة وغيرهم، ولكن الله تعالى استثنى (إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً، جنات عدن التى وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا) ٦١ من سورة مريم.

<<  <  ج: ص:  >  >>