(٢) من شدة ضعفه يتساند على اثنين ويتحمل تعب الذهاب إلى المسجد حباً في ثواب الله. (٣) خروجه عن الشريعة من باب ودخوله فيها من باب، وعلى ذلك قوله تعالى: (إن المنافقين هم الفاسقون) والنفق: الطريق النافذ، والسرب في الأرض النافذ فيه، ومنه النفاق، وقد جعل الله المنافقين شرا من الكافرين فقال تعالى: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً، إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجراً عظيماً) ١٤٧ من سورة النساء. لعلك فهمت يا أخى أن ترك الصلاة نفاق مع الله الذى لا تخفى عليه خافية، لأن المجرم الفاسق يحمد الله على نعمائه، ويشكره على رخائه، ويتحدث بخيرات الله عليه، ولكنه عاص لا يؤدى ما أمره الله. اقرأ سيرة ساداتنا الأنبياء والمرسلين، والأولياء الصالحين تعرف مقدار تقربهم إلى ربهم بالطاعة، والصلاة عنوانها، وقارن بين أبناء هذا العصر سنة ١٣٥٢ هـ تجد قوما مسلمين ولا يصلون، وأخشى أن أولئك قد يصدق عليهم قوله تعالى: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) أي عقب الصالحين وجاء بعد المتقين عقب سوء تركوا الصلاة، أو أخروها عن وقتها ومالوا إلى الشهوات ولبوا داعى الشيطان فشربوا الخمر وهتكوا العروض وفعلوا القبائح وانهمكوا في المعاصى وحرموا من ضمان الله، وأوعدهم ربهم شرا وأتعدهم ضررا: فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغى لائما والآية تشمل الكفرة وغيرهم، ولكن الله تعالى استثنى (إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً، جنات عدن التى وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا) ٦١ من سورة مريم.