للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلاة الصبح في جماعة والمشى في الظلم

١٣ - وروى عن مَيْتَمٍ: رجلٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بلغنى أن الملك (١) يغدو برايته مع أول من يغدو إلى المسجد فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخل بها منزله، وإن الشيطان يغدو برايته (٢) إلى السوق مع أول من يغدو فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخلها منزله. رواه ابن أبى عاصم، وأبو نعيم في معرفة الصحابة وغيرها.

١٤ - وعن أبي بكر بن سليمان بن أبى خيثمة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد سليمان بن أبى خيثمة في صلاة الصبح، وإن عُمر غدا (٣) إلى السوق، ومسكن سليمان بين المسجد والسوق، فمرَّ على الشفاء أم سليمان، فقال لها: لم أر سليمان في الصبح؟ فقالت له: إنه بات يُصلى (٤) فغلبته عيناه. قال عمر له: لأن أشهد صلاة الصبح في جماعةٍ أحبُّ إلى من أن أقوم ليلة. رواه مالك.

١٥ - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد لقى الله عز وجل بنورٍ يوم القيامة (٥). رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن، ولابن حبان في صحيحه نحوه.


= وسلط عليه مشاغل الدنيا ولم يبارك له في رزقه، وتوجهت إليه وساوس الأفكار والهموم والأكدار ورجع بخيبة المحروم من ثواب الله، وربما مات فحشر في زمرة العاصين. يا تارك الصلاة. اى شئ تختار؟ أتنسب لله أو للشيطان؟ اذهب إلى أداء الصبح ثم استقبل عملك محفوفا بعناية الله، وإلا ذهبت تحت تأثير الشيطان، قال الله تعالى يحكى عن الشيطان: (قال رب بما أغويتنى لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم من اتبعك من الغاوين، وإن جهنم لموعدهم أجمعين) ٤٣ من سورة الحجر. أخى: افقه هذه الآية، وكن من المحافظين على صلاة الصبح تنجح وتربح وتكرم.
(١) ملك الرحمة والسعادة.
(٢) إشارة الإجرام والفسق.
(٣) ذهب صباحا.
(٤) يتهجد ويسبح ويذكر، وقضى ليلة في طاعه ثم نام.
(٥) سيدنا عمر عجب من تأخير سيدنا سليمان عن صلاة الصباح لأن النوم غلبه، ففاتته صلاة الصباح فقال سيدنا عمر يرغب في المحافظة عليها: إدراك صلاة الصباح في وقتها تكسب حسنات وترفع درجات، وتلك أحب إلى من التهجد ليلة أعقبها نوم فوت أداء المكتوبة. فانظر يا من تنام حتى تشرق الشمس. رجل عكف على عبادة ربه طول ليله، ولكن في آخره جاءه النوم كرها، فضيع صلاة الصباح، فعتب عليه أمير المؤمنين، وأنكر عمله، وإن كان النوم عذراً قاهراً واختار الصبح عن تهجد يفيته ثواب إدراكه هل لك أن تتوب يامن تصلى الصبح قضاء، وتشمر عن ساعد الجد، وتستيقظ مبكراً ليتسع رزقك ويتجدد نشاطك وتتقن عملك، وتدير دفة أشغالك بهمة وقت العشاء والفجر.
(٦) يخلق الله تعالى في جبهته نوراً يضئ كالقمر ليلة البدر تمييزاً له من أولئك الغافلين الذين تكاسلوا =

<<  <  ج: ص:  >  >>