(٢) الصبح، فأصاب في عمله، ووفى عهده بينه وبين ربه، وأتبع الرشاد، وسلك الصواب وأصبح في حمى الله ورعايته، ومشى في أمانه، ورعى أوامره، بمعنى أن ما نهى الله عنه من ترك الصلاة صار في إباحة ومنع عنه الحذر، رضي الله عنه، وحمى الله مباح له الآن، وقد فسر صلى الله عليه وسلم بقوله: (ألا إن حمى الله محارمه). الله أكبر: أباح الله له طيبات الرزق يسرح ويمرح في حلال، وقد قال صلى الله عليه وسلم (لا حمى إلا لله ولرسوله) قال في النهاية: كان الشريف في الجاهلية إذا نزل بأرض في حيه استعوى كلباً فحمى مدى عواء الكلب لا يشركه فيه غيره، وهو يشارك القوم في سائر ما يرعون فيه، فنهى النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وأضاف الحمى إلى الله ورسوله أي ما يحمى للخيل التى ترصد للجهاد أهـ. (٣) أمانه ورضاه. (٤) تم وفاؤه وانتهى عهده مع الله وأدى أمانته ومنه الخفير: الحامى الكفيل. (٥) وأنا أسأله أداء الأمانة: أي النبى صلى الله عليه وسلم بريد الوفاء بما عاهد الله عليه من أداء صلاة الصبح وإلا فقد خان ونكث ونقض. (٦) من الأمم السابقة، ولهم صلاة بنظام مخصوص غير صلاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد تفضل تعالى فخفف أداءها، وقلل عددها وضاعف أجرها إكراما لحبيبه صلى الله عليه وسلم. شكراً لك يارب قبلت سيدنا ومولانا، وفرضت خمس صلوات في كل يوم وليلة ولكن في الثواب خمسون الحسنة بعشر أمثالها.