(٢) أصل الطيب ما تستلذ به الحواس، وما تستلذه النفس: أي ثناء صادرا عن إخلاص متحلياً بالعلم والإيمان والشكر، فإنه تعالى جدير بكل جميل. قيل الطيب من الإنسان من تعرى من نجاسة الجهل والفسق وقبائح الأعمال، وتحلى بالعلم والإيمان، ومحاسن الأعمال، وإياهم قصد بقوله تعالى: (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين) أهـ نهاية. (٣) فيه الخير. قال في النهاية: المبارك فيه ذلك الخير. على ذلك (هذا ذكر مبارك أنزلناه) تنبيها على ما يفيض عليه من الخيرات الإلهية، وقوله تعالى: (وجلعنى مباركا) أي موضع الخيرات الإلهية أهـ. يقال: بارك الله لك وفيك وعليك وباركك، ومنه قوله تعالى: (أن بورك من في النار) وتبارك الله. أي بارك، والبركة النماء، والزيادة. (٤) سأل صلى الله عليه وسلم: ليعرف من قالها: ثم أخبره أن أكثر من ثلاثة وثلاثين ملكا يسرعون في كتابة ثوابها ويتسابقون على البداءة بكتابتها لكثرة ثوابها وجزيل أجرها وقبول الله تعالى لقائلها. والحمد لله: الثناء عليه تعالى بالفضيلة، وهو أخص من المدح وأعم من الشكر. قال تعالى (إنه حميد مجيد) قال في النهاية: يصح أن يكون في معنى المحمود، وأن يكون في معنى الحامد. وقد كتب الإمام النووي رحمه الله: في باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع من فوائده واستحباب هذا الذكر ووجوب الاعتدال، ووجوب الطمأنينه فيه، وأنه يستحب لكل مصل من إمام ومأموم ومنفرد أن يقول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد، ويجمع بينهما فيكون قوله. سمع الله لمن حمده: في حال ارتفاعه، وقوله: ربنا لك الحمد في حال اعتداله، لقوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتمونى أصلى) رواه البخاري. ومعنى سمع: أجاب، ومعناه: أن من حمد الله تعالى متعرضاً لثوابه استجاب الله تعالى له وأعطاه ما تعرض له فإنما نقول: ربنا لك الحمد لتحصيل ذلك أهـ ص ١٩٣ - ٤. فقة الباب أ - المحافظة على الانتباه واليقظة حتى يقول آمين مع الإمام رجاء عفو الله وستره ومغفرته. ب - تأدية السلام على من عرفت ومن لم تعرف، وقد كره اليهود هذه المنة وحسدوا المسلمين على هذه النعمة التحية والتأمين، لما فيهما من تفضل الله تعالى بكثرة ثوابه، وإغداق حسناته للمحافظين على أدائها. =