(١) بمعنى أن نور الأبصار يذهب عقابا. (٢) أي يفتحون أعينهم. من شخص بصره فهو شاخص إذا فتح عينيه، وجعل لا يطرف، وشخص من بلد إلى بلد: ذهب، وفي نسخة: فشخص أبصارهم، وفي النهاية (في حديث ذكر الميت) إذا شخص بصره. شخوص البصر: ارتفاع الأجفان إلى فوق وتحديد النظر وانزعاجه. أهـ. الصلاة مطلب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إن الصلاة قربان إلى الله تعالى، وتجلب رضاه وسبب زيادة الرزق، ووضع البركة في النسل، وزيادة عمران الأرض، وقد رأيت سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام أخذ زوجه السيدة هاجر وابنها سيدنا إسماعيل وأسكنهما في صحراء لا نبات فيها ولا ماء. وتضرع إلى الله أن يرعاهما، وقد حكى جل جلاله عنه (ربنا إنى أسكنت من ذريتي بواد غير ذى زرع عندك بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) ٢٨ من سور إبراهيم: أي يارب ما أسكنتهم بهذا الوادى البلقع من كل مرتفق ومرتزق إلا لإقامة الصلاة عند بيتك المحرم. وتكرير النداء وتوسيطه للإشعار بأنها المقصودة بالذات من إسكانهم ثمة، والمقصود من الدعاء توفيقهم لها، وقيل: اللام لام الأمر، والمراد هو الدعاء لهم بإقامة الصلاة كأنه طلب منهم الإقامة، وسأل من الله تعالى أن يوفقهم لها أهـ بيضاوى. وقد أجاب الله دعوته فجعله حرما آمنا يهرع إليه المسلمون من كل صوب ويجبى إليه ثمرات كل شئ حتى توجد فيه الفواكهة الربيعية والخريفية والصيفية في يوم واحد وكثر رواده وزاد سكانه، وعم خيره، وفاضت بركاته، وعاش القاطنون بجواره في سرور وحبور وصلوا (فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم) قيل: لو قال أفئدة الناس لازدحمت عليهم فارس والروم، ولحجت اليهود والنصارى، ولكن أتى بمن للتبعيض لحكمة =