للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر (١). رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح، ولا نعرف له علة.

٣ - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: أوصانى خليلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع خصالٍ فقال: لا تشركوا بالله شيئاً، وإن قُطعتم (٢) أو حرقتم، أو صلبتم، ولا تتركوا الصلاة، متعمدين، فمن تركها متعمدا فقد خرج من الملة، ولا تركبوا المعصية، فإنها سخط (٣) الله، ولا تشربوا الخمر، فإنها رأس (٤) الخطايا كلها الحديث. رواه الطبراني، ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة بإسنادين لا بأس بهما.

٤ - وعن عبد الله بن شقيقٍ العقيلى رضي الله عنه قال: كان أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفرٌ غير الصلاة. رواه الترمذي.

٥ - وعن ثوبان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بين العبد وبين الكفر والإيمان الصلاة، فإذا تركها فقد أشرك (٥)

رواه هبة الله الطبرى بإسناد صحيح.


(١) جحد فضل الله، وغفل عن ذكر الله، وباء بالخيبة، ورجع بالخسران، وحرمان ثواب الله وعطفه ورضوانه.
(٢) قتلتم إربا إربا، أو رميتم في النار، أو وضعتم على جذوع الأشجار وشددتم.
(٣) مجلبة لغضبه.
(٤) أصل، تجر الويلات، وتدعو إلى فعل الموبقات، وهى رأس المصائب، وباب الفقر والدعارة.
(٥) عد كافراً بالله وعاصياً لأنه تهجم على ترك أمره. قال النووي: وأما ترك الصلاة فإن كان منكراً لوجوبها، فهو كافر بإجماع المسلمين خارج من ملة الإسلام إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام، ولم يخالط المسلمين مدة يبلغه فيها وجوب الصلاة عليه، وإن كان تركه تكاسلا مع اعتقاده وجوبها كما هو الحال كثير من الناس، فقد اختلف العلماء فيه، فذهب مالك والشافعي رحمهما الله، والجماهير من السلف والخلف إلى أنه لا يكفر بل يفسق ويستتاب، فإن تاب وإلا قتلناه حدا كالزانى المحصن، ولكنه يقتل بالسيف. وذهب جماعة من السلف إلى أنه يكفر، وهو مروى عن على بن أبى طالب كرم الله وجهه، وهو إحدى الروايتين عن أحمد بن حنبل رحمه الله، وبه قال عبد الله بن المبارك وإسحاق بن راهويه وهو وجه لبعض أصحاب الشافعي رضوان الله عليه. وذهب أبو حنيفة وجماعة من أهل الكوفة والمزنى صاحب الشافعي رضوان الله عليهما ورحمهما الله أنه لا يكفر ولا يقتل بل يعزر ويحبس حتى يصلى واحتج من قال بكفره بظاهر الحديث الثاني المذكور وبالقياس على كلمة التوحيد. واحتج من قال لا يقتل بحديث: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث) وليس فيه الصلاة واحتج الجمهور على أنه لا يكفر بقوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) ولقوله صلى الله عليه وسلم (من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة .. من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة =

<<  <  ج: ص:  >  >>