للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طَهِّرُوا هذه الأجساد طَهَّرَكُمُ الله، فإنه ليس من عبدٍ يبيتُ طاهراً (١) إلا بات معه في شعاره ملكٌ، لا ينقلب ساعةً من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً (٢). رواه الطرانى في الأوسط بإسناد جيد.

٤ - وعن أبي أُمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أوى (٣) إلى فراشه طاهراً يذكر الله حتى يُدركه النعاس لم ينقلب ساعة من ليلٍ (٤) يسأل الله خيراً من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه. رواه الترمذي عن شهر بن حوشب عن أبي مامة، وقال: حديث حسن.

٥ - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من امرئٍ تكون له صلاةٌ بليلٍ (٥) فيغلبه عليها نومٌ إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه عليه صدقةً. رواه مالك وأبو داود والنسائي، وفي إسناده رجل لم يسمّ، وسماه النسائيّ في رواية له: الأسود بن يزيد وهو ثقة ثبت، وبقية إسناده ثقات، ورواه ابن أبى الدنيا في كتاب التهجد بإسناد جيد، رواته محتج بهم في الصحيح.

٦ - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه يبلغ به النبى صلى الله عليه وسلم قال: من أتى فراشه وهو ينوى أن يقوم يُصلى من الليل فغلبته عينه حتى أصبح كُتِبَ له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه. رواه النسائي وابن ماجه بإسناد جيد وابن خزيمة في صحيحه ورواه النسائي أيضاً، وابن خزيمة عن أبي الدرداء، وأبى ذرٍّ موقوفاً. قال الدراقطنى: وهو


(١) من الحدث الأكبر والأصغر ينقى طول ليله وهو نائم.
(٢) مضى ليله، وهو على نقاء وطهارة.
(٣) أراد النوم، وذهب إلى مكان نومه متوضئاً، وثيابه طاهرة، وجسمه طاهر، وظيل يسبح الله حتى غفلت عيناه: أي نام، فإذا استيقظ أجاب الله دعاءه، وقضى سؤله ورحمه، وخفف آلامه، وزاد في رزقه، وغفر ذنوبه وقبله.
(٤) في نسخة د: من الليل.
(٥) تعود أن يقوم من نومه ليتهجد، فلم يستيقظ نسيانا مكرهاً حتى مطلع الفجر، تفضل الله الله تعالى فأمر الحفظة بكتابة حسنات من قام كأنه قام وتهجد، وتصدق عليه بالراحة والنوم تكرماً والمدار على إخلاص النية لربك يا أخى والعزيمة القوية في طاعة الله، وفيه الترغيب بالمحافظة على الوضوء عند النوم، وتوطيد العزيمة على القيام من النوم للتهجد، وذكر الله وتسبيحه وتحميده وتمجيده، والتضرع إليه رجاء السعادة. نسأل الله التوفيق، ودرك الخير والإعانة على طاعته إنه ولى نصير سبحانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>