للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من تعارَّ (١) من (٢) الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قديرٌ، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لى، أو دعا استجيب له، فإن توضأ ثم صلى قُبلت صلاته. رواه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه.

تعارَّ: بتشديد الراء: أي استيقظ.

٢ - وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تعالى: إذا رَدَّ إلى العبد المؤمن نفسه (٣) من الليل فسبحه ومجدَهُ واستغفره فدعاه تقبل منه. رواه ابن أبى الدنيا.

٣ - وروى عن عبد الله بن عمرٍ رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يتحرك (٤) من الليل بسم الله عشر مراتٍ، وسبحان الله عشر مرات آمنتُ بالله، وكفرت بالطاغوت (٥) عشراً، وُقِىَ كُلَّ ذَنْبٍ (٦) يتخوفه ولم ينبغ (٧) لذنبٍ أن يُدركه إلى مثلها. رواه الطبراني في الأوسط، وفي الباب أحاديث كثيرة من فعله صلى الله عليه وسلم ليست صريحة في الترغيب لم أذكرها


(١) أي هب من نومه واستيقظ، والتاء زائدة وليس بابه أهـ نهاية.
(٢) بمعنى عند قيامه من نومه يعترف لله بوحدته، وأنه مالك الملك، وله الثناء الحسن الجميل متصف بالقدرة الكاملة والإرادة النفاذة، وشكره ونزهه ووحده وعظمه وسلم أمره لله صاحب الحول والقوة وحده وأنه عبد عاجز ضعيف يحادث مولاه، ويرجو من الله المغفرة: أي أي سؤال تفضل بالإجابة، وإن صلى تفتحت عليه أبواب الرحمات وصبت عليه البركات وعمته الخيرات في أوقات التجلى والصفاء، وغفلة الناس،
(٣) حياته.
(٤) يقوم من نومه، ويحرك أعضاءه، ويترك فراشه.
(٥) عبارة عن كل متعد، وكل معبود من دون الله، ويستعمل في الواحد والجمع. قال تعالى (فمن يكفر بالطاغوت) (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستعمون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب) ١٩ من سورة الزمر. الطاغوت البالغ غاية الطغيان، وكذا الساحر والكاهن والمارد من الجن، والصارف عن طريق الخير.
(٦) حفظه الله من كل خطيئة يخشى الوقوع فيها، وحصن بتوفيقه، فلا يحصل منه خطأ الليلة.
(٧) ولم يظهر: أي لم يتعرض لإثم مطلقاً يصيبه إلى مثلها إلى ليلة أخرى. قال فيها هذا الورد، وفيه الترغيب بذكر اسم الله مراراً. وتنزيه الله عما لا يليق به من كل نعت، والتصديق بوجوده تعالى، والإقرار بربويته، ونبذ ما عداه من المخلوق الذى لا يضر ولا ينفع إلا بإذن الله، وفيه التوجه إلى الله بسؤاله، وعدم الالتجاء إلى سواه، فهو الصمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>