للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واسمك الأعظم، وجدك الأعلى (١)، وكلماتك (٢) التامة، ثم سَلْ (٣) حاجتك، ثم ارفع رأسك، ثم سلم يمنياً وشمالاً، ولا تُعلموها السفهاء (٤)، فإنهم يدعون بها فيستجابون. رواه الحاكم، وقال: قال أحمد بن حرب: قد جربته فوجدته حقاًّ، وقال إبراهيم بن علىّ الدبيلي: قد جربته فوجدته حقاًّ، وقال الحاكم: قال لنا أبو زكريا: قد جربتهُ فوجدته حقاً. قال الحاكم: قد جربته فوجدته حقا.

تفرد به عامر بن خدَّاش، وهو ثقة مأمون انتهى.

(قال الحافظ): أما عامر بن خداش هذا هو النَّيْسابورى. قال شيخنا الحافظ أبو الحسن: كان صاحب كير، وقد تفرّد به عن عمر بن هارون البلخى وهو متروك متهم أثنى عليه ابن مهدى وحده فيما أعلم، والاعتماد في مثل هذا على التجربة، لا على الإسناد، والله أعلم.

٥ - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جاءنى جبريل عليه السلام بدعواتٍ فقال: إذا نزل بك أمر من أمر دنياك فقدمهنَّ، ثم سل حاجتك يابديع (٥) السموات والأرض، ياذا الجلال والإكرام، يا صريخ (٦) المستصرخين، ياغياث المستغيثين، ياكاشف (٧) السوء، يا أرحم الراحمين، يامُجيب دعوة المضطرين، يا إله العالمين (٨) بك أُنزل (٩)

حاجتى، وأنت أعلمُ بها فاقضها رواه الأصبهاني، وفي إسناده إسماعيل بن عياش. وله شواهد كثيرة.


= أبى حنيفة يكرهون هذا اللفظ من الدعاء أهـ نهاية.
(١) جلالك وعظمتك السامية، ومنه تبارك اسمك وتعالى جدك: أي جل جلالك وعظمتك، والجد: الحظ والسعادة والغنى، ومنه: (ولا ينفع ذا الجد منك الجد منك الجد) أي لا ينفع ذا الغنى منك غناه؛ وإنما ينفعه الإيمان والطاعة.
(٢) قيل هى القرآن وفيه سبحان الله عدد كلماته. كلمات الله كلامه وهو صفته لا تنحصر، وفيه (أعوذ بكلمات الله التامات) إنما وصف كلامه بالتمام لأنه لا يجوز أن يكون في شى من كلامه نقص أو عيب كما يكون في كلام الناس، وقيل: معنى التمام ها هنا تنفع المتعوذ بها، وتحفظه من الآفات وتكفيه.
(٣) اطلب ما تريد.
(٤) نهى صلى الله عليه وسلم أن يتعلمها الجهلة الفسقة الذين يستعملونها في أذى العباد، وفي الشرور، فسلاحها قاطع في الخير وفي الشر.
(٥) الخالق المخترع لا عن مثال سابق. يقال: أبدع فهو مبدع.
(٦) يا عظيم القدر المتناهى في العظمة الذى يجل عن الإحاطة به، ومنه الجليل: الذى يجل أن يدرك بالحواس والجلل: الأمر العظيم، ومنه مجلة يامغيث المستغيثين، والاستصراخ: الاستغاثة، واستصرخته: حملته على الصراخ، صرخ من باب قتل صراخا فهو صارخ وصريخ: إذا استغاث، واستصرخته فأصرخنى: استغثت به فأغاثنى فهو صريخ: أي مغيث.
(٧) مزيل الضر، ورافع الأذى.
(٨) العالم: كل ما سوى الله تعالى من السموات والأرضين، وما بينهما، والعالم بفتح اللام: الخلق، وقيل مختص بمن يعقل.
(٩) أطلبها بشدة وذل، ومنه أنزلت فلانا: أضفته، ونزل فلان: إذا أتى منى. =

<<  <  ج: ص:  >  >>