(٢) يخفن: أي يكثرن من تسبيح الله وتحميده، ويخشين النشر والزلازل؛ وقبض الأرض، ونفخ الصور، وفي هذا اليوم تقوم الساعة. (٣) قال العراقى: المراد بتفضيل الجمعة بالنسبة إلى أيامها، وتفضيل يوم عرفة؛ أو يوم النحر بالنسبة إلى السنة أهـ. قال صاحب المفهم: صيغة خير وشر يستعملان للمفاضلة ولغيرها، فإذا كانت للمفاضلة فأصلها أخير وأشرر على وزن أفعل، وإذا لم يكونا للمفاضلة، ومعناها في هذا الحديث أن يوم الجمعة أفضل من كل يوم طلعت عليه شمسه أهـ. (٤) قال الشوكاني: فيه دليل على أن آدم لم يخلق في الجنة بل خلق خارجها ثم أدخل فيها أهـ. وقد قال جمع من العلماء منهم الرافعى، وصاحب المغنى: إن ساعة الإجابة مخفية في جميع اليوم كما أخفيت ليلة القدر. وقد روى الحاكم وابن خزيمة عن أبي سعيد أنه قال: سألت النبى صلى الله عليه وسلم عنها فقال: قد علمتها ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر. وقيل: إذا زالت الشمس، وقيل إذا أذن المؤذن لصلاة الجمعة، وقيل: ما بين خروج الإمام إلى أن تقام الصلاة. وقيل: عند الجلوس بين الخطبتين. وقيل من إقامة الصلاة إلى تمام الصلاة، وقيل: في صلاة العصر، والله أعلم بزمن وجودها رجاء التضرع وكثرة التذلل، وخشية الله، دائما في ساعة كلها، والإكثار من الصلاة والدعاء، فيصادفها من اجتهد. ومن خطب الحسناء لم يغلها مهر. قال القاضى عياض في شرح حديث: (خير يوم) الظاهر أن هذه الفضائل المعدودة ليست لذكر فضيلته لأن إخراج آدم، وقيام الساعة لا يعد فضيلة، وإنما هو بيان لما وقع فيه من الأمور العظام، وما سيقع ليتأهب العبد فيه بالأعمال الصالحة لنيل رحمة الله، ودفع نقمته أهـ. وقال أبو بكر بن العزى في كتابه الأحوزى في شرح الترمذي: الجميع من الفضائل وخروج آدم من الجنة هو سبب وجود الذرية وهذا النسل العظيم، ووجود الرسل والأنبياء والصالحين والأولياء، ولم يخرج منها طرداً بل لقضاء أوطار ثم يعود إليه، وأما قيام الساعة فسبب لتعجيل جزاء الأنبياء والصديقين والأولياء وغيرهم، وإظهار كرامتهم وشرفهم، وفي هذا الحديث فضيلة يوم الجمعة ومزيته على سائر الأيام أهـ. =