للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيهم الأوجاع (١)

التى لم تكن في أسلافهم ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين (٢)، وشدة المؤنة، وجور السلطان (٣)، ولم يمنعوا زكاة (٤) أموالهم إلا منعوا القطر (٥) من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولا نقضوا عهد الله وعهد رسوله (٦) إلا سلط عليهم عدوٌ من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم (٧) بكتاب الله إلا جعل بأسهم (٨) بينهم.

٢١ - وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله: خمسٌ بخمسٍ. قيل: يا رسول الله ما خمس بخمسٍ؟ قال: ما نقض قومٌ العهد إلا سلط (٩) عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم (١٠) الموت، ولا منعوا الزكاة إلا حُبس عنهم القطر، ولا طفَّفُوا المكيال إلا حبس عنهم النبات وأُخذوا بالسنين. رواه الطبراني في الكبير وسنده قريب من الحسن وله شواهد.


(١) الأمراض. سرح نظرك أيها المسلم في هذا العصر لترى أمراضا ما سمعها آباؤنا وأجدادنا الأقدمون رحمهم الله، وجاءت هذه الكوارث من إطلاق العنان للمرأة، والتبجح بكلمة حرية تغدو وتروح وتتبرج وتتزين، وتختلط بالأجنبى، وهناك الطامة الكبرى، والمصيبة العظمى، والعدوى بالأمراض المهلكة المدمرة وإنى أحمى قلمى أن يذكرها، وأدع عاقبة المجون، وهذه الدعارة للحوادث المشاهدة وشكوى الشباب المندفع في هذا السبيل بلا عقل، ولا خوف من الله تعالى، وبين الله تعالى في محكم كتابه قبح الزنا. قال تعالى (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا).
أي لا تقدموا إلى فعلته بالعزم والإتيان بالمقدمات فضلا عن أن تباشروه (فاحشة) أي فعلة ظاهرة القبح زائدته إلى قطع الأنساب للنسل مهلكة للجسم مخلطة الأنساب (وساء سبيلا) وبئس طريقاً طريقه وهو الغضب على الإيضاع المؤدى إلى قطع الأنساب، وهيج الفتن. والزنا: وطء المرأة في غير عقد شرعى. قال تعالى (الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين).
وزنا وزنؤ: حقن بوله. قال البيضاوى: إذ الغالب أن المائل إلى الزنا لا يرغب في نكاح الصوالح والمسافحة لا يرغب فيها الصلحاء فإن المشاكلة علة للألفة والتضام، والمخالفة سبب للتفرقة والافتراق، والمعنى أن المؤمن يعد هذا حراما فلا يتشبه بالفسقة العصاة.
(٢) القحط والفقر.
(٣) ظلم الحاكم والتعدى، وشدة القوانين المضيقة على الحرية.
(٤) المفروضة وبخلوا.
(٥) لم ينزل مطر يمد الأنهار، ويسقى الزروع.
(٦) الاستقامة، وتوحيد الله، وعبادته بحق، والإيمان به وبرسله.
(٧) علماؤهم وقضاتهم وحكامهم يأتمرون بأوامر الله، وينفذون أحكامه.
(٨) أي سلط الله عليهم الشقاق والذلة، والفتن الداخلية وحروب بعضهم لبعض والغيبة والدس والكيد، والبأس: الشدة والمكروه (والله أشد بأساً وأشد تنكيلا) وقال تعالى: (بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون).
(٩) حفظ الإيمان. قال تعالى (وأوفا بالعهد إن العهد كان مسئولا).
(١٠) حصدت أرواحهم الأمراض المختلفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>