(و) "إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين" (من سورة الذاريات). "والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون" (١٩ من سورة الحجر). (ز) "وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم" (٢١ - ٢٢ من سورة الحجر). قال علماء التوحيد: جاع رجل في صحراء، فقال: يا رب أين رزقك الذي وعدتني به؟ فرزقه الله الشبع. (ح) "أم تسألهم خرجاً فخراج ربك خير وهو خير الرازقين وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون" (٧٣ - ٧٥ من سورة المؤمنون). (خرجاً): أي أجراً على أداء الرسالة (فخراج ربك): أي رزقه في الدنيا، وثوابه في العقبى (خير): لسعته ودوامه ففيه مندوحة لك عن عطائهم، والخرج بإزاء الدخل يقال لكل ما تخرجه إلى غيرك، والخراج غالب في الضريبة على الأرض، ففيه إشعار بالكسرة واللزوم فيكون أبلغ، ولذلك عبر به عن عطاء الله إياه "وهو خير الرازقين" تقرير لخيرية خراجه تعالى (لناكبون): أي لعادلون عنه، فإن خوف الآخرة أقوى البواعث على طلب الحق، وسلوك طريقه. أهـ بيضاوي. (ط) "ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة" (٢٠ من سورة لقمان)، فالله هو المنعم الذي يسأله الناس. (ي) "الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء" (٤٠ من سورة الروم). (ك) "فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون" (١٧ من سورة العنكبوت). هذا قل من كثر، وغيض من فيض دلائل الله، على أنه الرزاق الواهب المنعم المعطي الخير، فهو الذي يرجى وما على الإنسان إلا أن يجد ويعمل ويحترف، ويعتمد عليه جل وعلا، فالدنيا دار عمل بلا حساب والآخرة حساب بلا عمل. دع الحرص على الدنيا ... وفي العيش فلا تطمع ولا تجمع من المال ... فما تدري لمن تجمع فإن الرزق مقسوم ... وسوء الظن لا ينفع فقير كل ذي حرص ... غني كل من يقنع ينقص المسلمين الآن الجود والاعتماد على الله، وبذل النفيس في مشروعات الخير وأعمال البر، وقد تصدق مرة سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر رضي الله عنهما، فسألهما رسول الله: ماذا أبقيت من مالك يا أبا بكر؟ فقال: حب الله ورسوله، ثم سأل عمر، فقال: شطر مالي (انظر إحياء الغزالي). وقد جهز سيدنا عثمان رضي الله عنه جيشاً بأسره، وكان سيدنا الزبير صاحب أراض ومزارع واسعة وكان سيدنا طلحة صاحب أملاك وعقارات، وقد اقتنى البيوت في البصرة والإسكندرية، وكان عبد الرحمن بن عوف من ذوي اليسار الطائل، حدثنا التاريخ أن ثروة هؤلاء العظماء في إسداء مكارم، وأداء مغارم وفي ما ينفع الأمة (حتى إن عبد الرحمن بن عوف كان إذا تأمل النعمة التي كان فيها يغلب عليه البكاء ويقول: عسى أن لا تكون هذه النعمة في العاجلة هي نصينا عن نعيم الآجلة) أو ما هو بمعناه، وقد جاع الناس عام الرمادة فبقي عمر وعائلته يأتدمون بالزيت طول مدة تلك المسغبة، كانوا يلبسون الخشن ولا يجيز أحدهم لبس شيء من =