(لبغوا): لتكبروا، وأفسدوا فيها بطراً أو لبغى بعضهم على بعض استيلاءً واستعلاءً (بقدر): بتقدير كما اقتضت حكمته ومشيئته، سبحانه يعلم خفايا عباده وأمرهم، وجلايا حالهم فيقدر لهم ما يناسب شأنهم. روي أن أهل الصفة تمنوا الغنى فنزلت، وقيل في العرب: كانوا إذا أخصبوا تحاربوا، وإذا أجدبوا انتحبوا. فقه الباب: بشاشة الفقراء للعطاء، وقبول الهدية بين المتحابين. بَيَّنَ للمسلمين الحرص على الكسب الحلال، والتطلع إلى خيرات الله، وترك السؤال، والاعتماد على الله، ولكن إذا ساق الله خيراً لأحد فليتقبله، وله الخيار أن يأكله، أو ينتفع به، أو يتصدق به، وكان هذا دأب أصحاب رسول الله: لا يسألون ولا يردون، وحذر من الطمع والإلحاح في المسألة، ثم دعا إلى بذل المعروف وفعل البر والميل إلى تشييد الصالحات. قال الحسن بن علي رضي الله عنه يحث الناس على مكارم الأخلاق: نافسوا في المكارم وسارعوا في المغارم ولا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوه ولا تكسبوا بالمطل ذماً، واعلموا أن حوائج الناس من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتحول نقماً، وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه وإن أعفى الناس من عفا عن قدرة ومن أحسن أحسن الله إليه، والله يحب المحسنين. أهـ. لم تعجلوه: أي لا تعتدوا بمعروف لم تبادروا إلى عمله، ولا تماطلوا فتذموا، فترى ابن بنت رسول الله يحث على المسابقة في كسب الطيبات والمسارعة إلى عمل المحامد، وجلب المغانم، ويبين أن نعم الله وديعة وزكاتها بذلها للمحتاجين خشية أن تحول نقماً، والعياذ بالله. عسى سائل ذو حاجة إن منعته ... من السؤل يوماً أن يكون له غد لا تهين الفقير علك أن تر ... كع يوماً والدهر قد رفعه سيدنا رسول الله المثل الأعلى في العطاء والسخاء. قد رأيت أن سيدنا وقرة عيوننا، ووسيلتنا إلى ربنا عليه الصلاة والسلام والقدوة الحسنة، بعث هدية إلى حبيبه عمر رضي الله عنه هدية معطاة ورزقاً ميسراً هنيئاً مريئاً وتودداً ومحبة وعطفاً ورأفة، عسى أن يتودد المسلمون ويتزاوروا ويتهادوا، ولعبد الله باشا فكري: ذو همةً دون أدنى شأوها قصرت ... غايات من رام في أمر يدانيها =