للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في العبودية، ثم نجَّاني منها" رواه الطبراني في الكبير وغير الطبراني، وحسَّن بعض مشايخنا إسناده، وفيه بعد، والله أعلم.

تم الجزء الأول من الترغيب والترهيب، ويليه الجزء الثاني، وأوله: الترغيب في الصدقة والحث عليها.


= فذكر له ذلك، وسأله، فقال له: إن السائل لك الخضر وإنه سيعود، فقل له: شؤون يبديها ولا يبتديها، يخفض أقواماً، ويرفع آخرين فأصبح مسروراً، فأتاه وأعاد عليه السؤال، فأجابه بذلك، فقال له: صلي على من علمك وانصرف مسرعاً. أهـ.
هذه نبذة معتمدة نقلتها من كتب التوحيد التي تدرس بالأزهر لتدل على سيدنا الخضر عليه السلام وأنه حي وقد قص الله علينا في كتابه العزيز حكاية موسى عليه السلام وفتاه (في سورة الكهف) وورد في صحيح مسلم: (فارتدا على آثارهما قصصا) يقصان آثارهما حتى أتيا الصخرة، فرأى رجلاً مسجى عليه بثوب، فسلم عليه موسى، فقال له الخضر: أنى بأرضك السلام؟ قال: أنا موسى. قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال: إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه. أهـ.
الآيات توضح لك أعمالهما:
(أ) خرق السفينة.
(ب) قتل الغلام.
(جـ) إخراج كنز من جدار.
قال رسول الله: يرحم الله موسى لوددت أنه كان صبر حتى يقص علينا من أخبارهما. قال الراوي: قال رسول الله: كانت الأولى من موسى نسياناً. قال: وجاء عصفور حتى وقع على حرف السفينة، ثم نقر، فقال له الخضر: ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر، هذا على سبيل التقريب للأفهام فقط.
وأول الحديث: عن أبي بن كعب قال: سمعت رسول الله يقول: "قام موسى عليه السلام خطيباً في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم. قال: فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه أن عبداً من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: أي رب كيف لي به؟ فقيل له: احمل حوتاً في مكتل فحيث تفقد الحوت فهو ثم، فانطلق وانطلق معه فتاه وهو يوشع بن نون، فحمل موسى عليه السلام حوتاً في مكتل، وانطلق هو وفتاه يمشيان حتى أتيا الصخرة الحديث" ص ٣٧٤ مختار الإمام مسلم الجزء الثاني.
قال النووي: وقد صح في البخاري عن أبي هريرة عن النبي قال: "إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة فإذا هو تهتز من خلفه خضراء، وجمهور العلماء على أنه حي موجود بين أظهرنا، وكان الحوت سمكة مالحة، والمكتل: القفة والزنبيل والطاقة. عقد البناء (مسجى): مغطى (أنى بأرضك السلام): بمعنى كيف: أي السلام عجيب بدار الكفر هذه، أو كانت تحيتهم بغير السلام، أو أنى بمعنى من أين استقر السلام حال كونه بأرضك، والقرية أنطاكية. قال ابن سيرين: هي الأبلة. أهـ.
وفي صحيح مسلم قال: "رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة". (ذمامة): استحياء أو ملامة. أهـ مختار.
اللهم إني أحب الرسول، وأحب سيدنا موسى والخضر عليهما السلام، وأتوسل بهم أن توفقني لأقتدي بهم يا كريم.

<<  <  ج: ص:  >  >>