للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وروي عن أمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


= فيه إذ الصلة صدقة، وهي تربي المال، وتزيد فيه فينمو بها، وفي العمر حصول القوة في الجسد، أو يبقى ثناؤه الجميل علي الألسنة، فكأنه لم يمت، وبأنه يجوز أن يكتب في بطن أمه رحمه فرزقه وأجله كذا وإن لم يصل فكذا.
وفي كتاب الترغيب والترهيب عن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أه قال: إن الإنسان ليصل رحمه، وما بقي من عمره إلا ثلاثة أيام فيزيد الله تعالى في عمره ثلاثين سنة، وإن الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاثون سنة، فينقص الله تعالى عمره حتى لا يبقى منه إلا ثلاثة أيام، ومن حديث اسماعيل بن عياش عن داود ابن عيسى قال: مكتوب في التوراة: صلة الرحم، وحسن الخلق، وبر القرابة يعمر الدار، ويكثر الأموال، ويزيد في الآجال, وان كان القوم كفارا والبركة في العمر بسبب التوفيق في الطاعات وعمارة أوقاته ينفعه في الآخرة، ويرزق ذرية صالحة يدعون له من بعده، وقد علم الله سبحانه وتعالى بما سيقع من ذلك، والزيادة في قدر الله مستحيلة، وتتصور الزيادة بالنسبة للمخلوقين، وعلم الله تعالى لا نفاذ له، ومعلوماته لا نهاية لها، وكل يوم هو في شأن. انتهى من شرح القسطلاني.
وقديما تفنن الشعراء في وصف تحمل الأقارب لله، وللمودة رجاء إدامة المحبة. قال معن بن أوس:
وذي رحم قلمت أظفار ضغنه ... بحملي عنه وهو ليس له حلم
يحاول رغمي لا يحاول غيره ... وكالموت عندي أن يحل به الرغم
فان أعف عنه أغض عينا على قذي ... وليس له بالصفح عن ذنبه علم
وإن انتصر منه أكن مثل رائش ... سهام عدو يستهاض بها العظم
صبرت على ما كان بيني وبينه ... وما تستوي حرب الأقارب والسلم
وبادرت منه النأي والمرء قادر ... على سهمه ما دام في كفه السهم
ويشتم عرضي في المغيب جاهدا ... وليس له عندي هوان ولا شتم
إذا سمته وصل القرابة سامني ... قطيعتها تلك السفاهة والإثم
وإن أدعه للنصف يأب ويعصني ... ويدعو لحكم جائر غيره الحكم
فلولا اتقاء الله والرحم التي ... رعايتها حق وتعطيلها ظلم
إذا لعلاه بارق وخطمته ... بوسم شنار لا يشابهه وسم
ويسعى إذا أبنى ليهدم صالحي ... وليس الذي يبني كمن شأنه الهدم
يود لو اني معدم ذو خصاصة ... وأكره جهدي أن يخالطه العدم
ويعتد غنما في الحوادث نكبتي ... وما إن له فيها سناء ولا غنم
فما زلت في ليني له وتعطفي ... عليه كما تحنو على الولد الأم
نراد ابن الأعرابي:
وخفض له مني الجناح تألفاً ... لتدنيه مني القرابة والرحم
وقولي إذا أخشى عليه مصيبة ... ألا اسلم فداك الخال ذو العقد والعم
وصبري على أشياء منه تريبني ... وكظمي على غيظي وقد ينفع الكظم
لأستل منه الضغن حتى استللته ... وقد كان ذا ضغن يضيق به الجرم
رأيت انثلاماً بيننا فرقعته ... برقعي واحيائي وقد يرفع الثلم
وأبرأت غل الصدر منه توسعاً ... بحلمي كما يشفي بالأدوية الكلم
فداويته حتى ارفأن نفاره ... فعدنا كأنا لم يكن بيننا صرم =

<<  <  ج: ص:  >  >>