للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - وعنْ أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن آدم: إنك أن تبذلَ الفضلَ (١) خير لك، وأن تمسكهُ شر لك، ولاتلام على كفافٍ (٢)، وابدأ بمن تعول (٣)، واليد العليا خير من اليد السُّفلى. رواه مسلم والترمذي.

(الكفاف) بفتح الكاف ما كف عن الحاجة إلى الناس مع القناعة لا يزيد على قدرا لحاجة.

(والفضل): مازاد على قدر الحاجة.

٤ - وعنْ أبي الدَّرْداءِ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما طلعت شمسُ قطُّ إلا وبجنبيْها ملكان يناديان: اللهمَّ من أنفق فأعقبه خلفاً، ومنْ أمْسك فأعقبه تلفاً. رواه أحمد وابن حبان في صحيحه، والحاكم بنحوه، وقال: صحيح الإسناد، والبيهقي من طريق الحاكم، ولفظه في إحدى رواياته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منْ يومٍ طلعت شمسهُ إلا وبجنبيها ملكان يناديان نداءً يسمعه خلق الله كلُّهمْ غير الثَّقلين (٤): يا أيها الناس: هلمُّوا (٥) إلى ربِّكم إنَّ ما قلَّ وكفِى خير مما كثر وألهى، ولا ابتِ الشمس إلا وكان بجنبيها ملكان يناديان نداءً يسمعه خلق الله كلُّهُمْ غير الثَّقلين: اللهم أعط منفقاً خلفاً وأعط ممسكاً تلفاً، وأنزل الله في ذلك قرآنا في قول الملكين: يا أيها الناس هلمُّوا إلى ربكم، في سورة يونس: والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم: وأنزل في قولهما: اللهمَّ أعط منفقاً خلفاً، وأعط ممسكاً تلفاً: والليل إذا يغشى والنَّهار إذا تجلَّى وما خلق الذكر الذكر والأنثى إلى قوله (٦) للعسرى.

٥ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جنَّتان من حديدٍ من ثديِّهما إلى تراقيهما، فأمَّا المنفق: فلا ينفق إلا سبغتْ، أو وفرت على جلده حتى تخفى بنانه وتعفو


(١) الزائد عن حاجتك، وأهل بيتك، وإنفاقه خير لك لبقائه لك ثوابا جزيلا عند ربك جل وعلا، والبخل به تعب وكدر في حفظه، ويسألك الله عن عدم إتفاقه. في ع بلا قط.
(٢) لا عتاب ولا حساب على الفقير الذي لا يملك شيئاً، والكفاف: القلة فيه الدعوة إلى الإحسان والصدقة، واطمئنان الفقير من العذاب على وجود النعم (ولتسألن يومئذ عن النعيم).
(٣) تجب نفقته عليك من أن وزوجة وأهل. قال النووي. فيه تقديم نفقة نفسه وعياله لأنها منحصرة فيه، بخلاف نفقة غيرهم أهـ ص ١٢٥ جـ ٧.
(٤) الإنس والجن.
(٥) أقبلوا على ربكم بطاعته.
(٦) إن سعيكم لشتى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>